ما لعينيّكَ في رؤاها اختطافُ؟
ولكفيك في مداها ارتجافُ
أنت والحزن مذ ولدتَ صحابٌ
فعلام يلوح منك التفافُ؟
لم يعد في خيالكَ اليوم حلمٌ
قد توارى فحان منك انعطافُ
لم تزل تطلب الوجود جواباً
أي شيء تريد منك الشغافُ؟
بين عينيك ومض ألف سؤالٍ
جُنّ حتى تمزقت أعطافُ
حائر أنت في شفاهك ماءٌ
بيد أن الفؤاد فيه جفافُ
غصْتَ في مهمه الحياة وحيدا
ومدى عمرك الشقي كفافُ
كنت حرا، وكنت دوما وفيا،
فعلى أي جانبيك يطافُ؟
كل أنشودة تجلّيتَ فيها
لاح في افقها البعيد انحرافُ
كم تمنيت؟! ما تمنّيت شيئا!
رشفةً آه. كلُّ فَرْحي ارتشافُ
أمضِ لا تلتفْ وراءً فدهرك
آلامٌ، فأي شيء تخافُ؟
قفْ قليلا على جراحك لا
تحزن فكل الجراح بعدُ قطافُ
تمتطي حرفك الوفيّ حصانا
دون سرج، وما به إتلافُ
مهد عينيكَ لم يزل يحضن المجد
وحيداً تضمُّك الأطيافُ
ما على قلبك النقيّ سوى الصبر
فما قد تخبئ الأصداف!.
ما تبقى سوى حنينك للموت
فأين يكون بعدُ المطاف؟.