يزدانُ رسمُ الضوءِ بالظلماتِ
يختلفُ المدادُ عن السوادِ
يحطُّ وردٌ في الجفاف، فتورقُ البتلاتُ
يحتفلُ السكونُ برقصةِ الأسبابِ – والرقصاتُ لعبتها المعادة،
منذ (ميعادٍ قديمْ)..
والوقتُ تمثالٌ عظيمْ..
* * *
- هل يسمعونكَ؟
- لم يعودوا مؤمنين بالاستماعْ
- حتماً رأوكَ؟
- ظلمتَ أعينهم جزافاً،
لم يعد شيءٌ يُرى دونَ التماعْ
والآن يُخرجني القناعُ المستطاعُ..
- لمن ستخرجُ؟
- للزوايا كم خرجتُ، ومن مرايايَ المدانةِ قد خرجتُ،
وكم خرجتُ..
وكم سيخرجُ من مراياكَ التي تُعنى بها
سقْطٌ ستحسبهُ مَتاعاً، مثلَ حسبتنا القديمةِ
ثم تدهشكَ استقامته انطباعاً
ثم تطلبه ملاذاً، في اندفاعكَ لارتفاعٍ
سوف يعقبهُ ارتفاعْ!
- هل كنتُ ألعبُ؟
- تلكَ أسبابكْ
- ومن المسببُ؟
- كانت الأسبابُ قمصاناً يمزّقها احتمالٌ لاحتفالٍ بالخطيئةِ، ثم كانت حكمةُ التبيان قادرةً على رصدٍ سنشهدهُ تباعاً..
- كم شهدناهُ ارتجاعاً..
- اِنتظر..
لم نختلفْ إلاّ بتقدير الخلاف،
فوقتنا.. تمثالنا..
- واللعبةُ - الأسبابُ..؟؟
- تأخذنا إلى متن الكلامِ
- بلا هوامشْ؟
- كلنا كنا الهوامشَ، ثم ضعنا في المتونْ..
كمن يضيعُ إذا خلتْ منه البطون!
* * *
من أيّ زاويةٍ سيمنحنا المكانُ طريقةً، حتى نعيد الوقتَ في كَنَفِ الزمانْ؟
- من فرحةٍ كانت مغطاةً بملحٍ كانَ يختبرُ الجراحْ
- فمتى نقوم بها - إليها..؟
- عندما نجتازُ بعضاً من غيومٍ سوف تعلو، كلما انخفضَ الصباحْ!
- إذاً سيسبقنا الهوانُ..
- هو الهوانُ، إذا استراحَ.. نكونُ في تعبٍ يجرجرنا ظِلالاً للتماثيل القديمةِ والجديدةِ، والقريبةِ والبعيدةِ، وال..
- تعبتُ الآنَ، خذني حيثُ شئتَ..
- اتركْ يدي.!
* * *
مرّةً كنا معاً
ومرّتين قد افترقنا
والمسافةُ بيننا
سنظلّ نجهلها، وتعرفنا..
كتبنا بالفراغ حروفَ ذاكرةٍ سيملؤها اكتمالٌ
سوف ينقصنا..
اعترفنا:
(الآن لم يعد الكلامُ هو الكلامْ
لم تعد تروى حكاياتٌ لنا حتى ننامْ
قد صارت الطرقاتُ أضيقَ من مشاوير التنفُّسِ
في صدور المتعبينْ)..
ثم اعترفنا، بعد حينْ:
(قسَماً بربّ العالمينْ)
مازال فينا واحدٌ، سيظلّ ينظرُ في ذهولٍ:
(كيف عاشَ الناسُ منتظرينَ.. منتظرينَ.. منتظرينْ).
• (لعبة الأسباب): مشروع قصيدة طويلة، نُشر مقطعٌ من جزئها الأول (عنوانه: صاحبي) في العدد 316 من (الثقافية) بتاريخ 24-6-2010 وهنا مقاطع أخرى – تكملة للجزء (الأول).
ffnff69@hotmail.com
الرياض