«دائما يسكننا الحلم.. مثل هدهد يقرّب المسافات و يقدّم البشرى، دائما كنّا نحلم ببيت جغرافي كبير لأفئدتنا».
كلمات قالها الأستاذ الكاتب جبير المليحان مؤسس شبكة ومنتدى القصة العربية التي هي بالفعل بيت كبير بكل ما تحمله هذه الكلمة من حجم واتساع خصوصا أنها جاءت على إحدى صفحات الكتاب الورقي الصادر عن هذه الشبكة القصصية (قصص من السعودية) لسبعين قاصّة و قاصا من السعودية، ويتم الترتيب للكتاب الثاني ليضمّ مئة وعشرة أسماء وقصص من مختلف الدول العربية كما جاء على لسان المليحان في إحدى اللقاءات.
منذ سنتين وإنا أنوي الكتابة عن هذا الرجل المعطاء لكنني أتراجع في آخر لحظة لشعوري بعدم القدرة على إيفائه حقه أشعر أن مقالتي ستكون قاصرة أمام ما قدمه للساحة الثقافية ولتثقيف الطفل بالذات وهو الأهم بنظري.
كل المثقفين وكل من يعمل في الأندية الأدبية من أعضاء ومسؤولين داخل السعودية يعلمون من هو هذا الرجل ويعرفون قيمته كما يعرفون أنه مثقف حقيقي لا متثاقف ولا صاحب مناصب ولا وجاهات.
للأسف أجد نفسي اليوم مضطرة للكتابة عنه وأكتب بألم حقيقي خصوصا وأنا أشاهد هذا الإنسان المثقف الذي وبكل وما قدمه للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية وكل ما قدمه لخدمة القصة العربية عبر موقع القصة ومنتداها الكبير وكل ما قدمه للطفل من تأليف قصص وطباعتها وتوزيعها بالمجان، أشاهده يترجل عن خدمة النادي الأدبي بطريقة أزعجت كل من يعرف قيمة هذا الرجل.!
قدم استقالته فقبلت !! لماذا قبلت ؟ لان المثقف يجب ألا يطالب ويجب ألا يحتج ويجب ألا يلوح بورقة الاستقالة في وجه الوزارة فقبول هذه الاستقالة أسهل بكثير من الاجتماع بالمليحان وأعضاء النادي وحل الإشكال إن وجد !!
فليضيع جهدهم وعطاؤهم في كل تلك السنين وليضيع النادي معهم إن شاؤوا (من يهتم)؟!
فهذا الزمن ليس زمن المليحان ولا زمن المثقف الحقيقي بل هو زمن المتملقين المتسلقين على أكتاف الثقافة وزمن البضاعة الهشة الرخيصة!
أستاذنا الكاتب المحترم القدير جبير المليحان أعتذر منك بالنيابة وأعلم أنك لن تتوقف فعمل المثقف لا ينحصر في ناد أدبي- كما قلت أنت - لكنني كنت أتمنى لو أن المؤسسات المختصة في السعودية منحتك حقك من الاحترام والتقدير (لا) أن تتخطاك بشخطة قلم وكأنك واحد من الناس.
amerahj@yahoo.com
-دبي