الثقافية - خاص

في أمسية ذكرى الراحل غازي القصيبي - تغمده الله بواسع رحمته -قبل أسابيع في الرياض - تحدث الوزراء من أصدقاء القصيبي عنه، وقالوا الكثير عن ذكرياتهم ومواقفهم الخاصة معه، وكان من ذلك ما طرحه الوزير الأديب عبد العزيز الخويطر الذي أضاف إلى حديث الذكريات حديثاً آخر بالغ الأهمية عن شعر القصيبي؛ وهو ظاهرة السؤال، الذي كان القصيبي مشغولاً به، أو كأنَّ السؤال كان همَّاً أبدياً يسكنه.

لم يشأ الخويطر أن ينحو بحديثه نحو زملائه. فهو ليس استرجاعاً خالصاً للذكريات والمواقف الطريفة والإخوانيات، بل استجلاء لملمح مهم في شعر رجل ملأ دنيانا وشغلنا كثيراً، وأخذ من الناس بمختلف شرائحهم واتجاهاتهم اهتماماً كان يستحقه. وكان مكمن ذلك الملمح هو (السؤال)، إذ كان القصيبي متسائلاً إن مدح أو شكا أو وصف أو تأمل أو تذكَّر. وقلَّ أن تخلو قصيدة له من الابتداء بالسؤال. ولا أعلم أحداً من دارسيه خصَّ هذه الظاهرة منفردة بدراسة أو تحليل. مما يعني أن الخويطر قد فتح أفقأ لدارسي تجربة القصيبي الشعرية، جديرٌ بالتوقف والدراسة. ويُحسب له مزية التوقف عنده، وملاحظته وتتبع بعض مظاهره. لرجل كان مثاراً ومثيراً للأسئلة في حياته وبعد مماته.