الثقافية- عبدالحفيظ الشمري
بعد أن انطوت النسخة الرابعة من سوق عكاظ لهذا العام والتي جاءت مكررة ونمطية في سياق تجارب سابقة، ورغبة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا والمشرف العام على هذا السوق بأن تكون هذه المناسبة ذات بعد إنساني فاعل، فقد أشار سموه إلى أهمية أن تكون الدورة الخامسة لسوق عكاظ العام المقبل تحولاً نوعياً في بناء خطاب حضاري قوامه العطاء الإنساني لأبناء المملكة العربية السعودية في مختلف التخصصات، فبات من المهم أن تكون مناسبة هذا السوق وفعالياته ذات أبعاد ثقافية ومعرفية وعلمية وتجارية وشعرية.
من هنا يمكن للمتابع والمهتم أن يقتفي خطاب «سوق عكاظ» الإنساني ويسترشد بما كان عليه في الماضي حيث لم هذا السوق في سياقه التاريخي محصورا في شأن الشعر لوحده كما أشار سمو الأمير خالد الفيصل إنما تأتي تجليات الشعراء وحضورهم على هامش مناسبة إنسانية قوامها الاقتصاد وبناء العلاقة الوجدانية بين فئات مختلفة التوجهات، ومتعددة المشارب في كل فن من فنون الحياة.
فالتحول الموعود في تجربة «سوق عكاظ» المقبل يجعلنا أكثر تفاؤلاً في كسر شللية شعرية داومت وعلى مدى أعواد أربعة إلى أن يكون سوق عكاظ فئوياً يميل إلى تكريس لحن الأكاديمية في بناء هذه المشاهد المبتسرة لاستدعاء التاريخ من منطلق محدود يتمثل بتعاكظ العرب شعراً حينما يفرغون من تجارتهم وسوقهم وعلاقاتهم وعهودهم التي يبرمونها بينهم، بمعنى أن مناسبة «سوق عكاظ» تجارية وعلاقات إنسانية يأتي الشعر على هامشها.