الثقافية - خاص
بكل ما ينطوي عليه الوطن من إكبار لإرادة فتية أيقظت (عكاظ)، ونفضت عنه غبار التناسي أو النسيان، وعملت لأن يستعيد المكان ذاكرته، وأن تستعيد جوهرته الإضاءة والفاعلية والعنفوان، بكل ذلك الحدب والتطلع المشوب بالأمل، تابعنا عكاظ منذ انبثقت دورته الأولى حتى الرابعة. مدققين فيما يمكن أن يضيفه توالي دوراته من نضج واكتمال، وتجاوز وتصحيح للهنات والإخفاقات.
سرَّنا تنوعه، وأفرحنا شيوع ذكره، وأبهجنا رفعة وكفاءة لجانه الإشرافية ومستوياتها التنظيمية. وما تمثله كلمات الأمير المثقف خالد الفيصل من رؤية عارفة نابهة جديرة بالتقدير وبما شغله (عكاظ) من حيز في تفكيره واهتماماته ومتابعته المباشرة.
كل هذا يحملنا على أن نتطلع إلى دقة تفصيلات التنظيم في مستواه الثقافي وألوانه الأدبية. فلا ننسى في غمرة الانشداد إلى الأبعاد الاحتفالية والألوان المتماوجة للفعاليات. أن نعيد النظر في موضوعات المسرحيات. نصاً وأداءً وإخراجاً، وقبل الأجندة البرامجية للمناشط برمتها، وألا يطغى الجانب الأدبي المحض على بقية المقومات التي قام عليها عكاظ التاريخي اقتصاداً وسياسةً واجتماعاً وفكراً.
وألا نكتفي بقائمة المدعوين والمشاركين الأزلية المتبادلة بين الأندية لنعيد ذات الأسماء في عكاظ.
وأن يكون للمرأة والطفل وطلبة التعليم العالي نصيب في (عكاظ)، يتجاوز الحضور النمطي للمرأة والمشاركة الرمزية لها، وأن يجد فيه الطفل شيئاً غير الترفيه, بما يتوافق والأهداف الكبرى الذي يدعو لها بدأب ويعمل لها بإخلاص القائمون على عكاظ الكيان والحلم.
ما حدث هذا العام من اعتذارات وغيابات من بعض المدعوين وأخطاء في العروض المسرحية وارتجال في الإعداد لبعضها ملاحظات تستدعي المراجعة والمعالجة.
(عكاظ) إذا ما كانت مظاهره بحجم تطلعات المخططين له، فسيكون واحداً من أبرز محطات ومواسم المعرفة والحضارة في العالم.