الثقافية - خاص

يقول الناقد الدكتور حسن الهويمل: (ليس هناك نقد ديني ولا إسلامي، بل هناك نقد ثقافي. وأنا أتعامل مع النص: مع اللغة والدلالة. والفن والدين لا يمنع الإبداع الروائي...) كان ذلك جزء من حديث الهويمل في محاضرة ألقاها في منتدى العمري في الرياض قبل أسبوعين.

والهويمل الذي يراه بعض متابعيه ناقداً يمتلك رؤية رصينة, مؤسسة على قراءات متنوعة، ونظرة فاحصة واعية، يقوِّض في مقالته تلك أبرز ثوابت نظرية الأدب الإسلامي، الذي ينتمي إليه عضواً ورئيساً لمكتب رابطته في الرياض. ولأن متابعي الهويمل الذين يقدرونه حقَّ قدره. يتحدثون عن خسارة الساحة النقدية لجهود ناقد حاصرته ظلال النظرية السابقة طويلاً،وأسرته فكرتها وظلالها كثيراً. وظلَّ إلى حد كبير منحازاً إلى ما يوصف بخصوصية موقف الأديب المسلم من قضايا الإنسان والكون والجمال والحياة..! والمقتضيات المسبقة والتقريرية لتلك الخصوصية الأخلاقية والتربوية في النص الأدبي، بعيداً عن مقومات النص اللغوية والدلالية والجمالية. وظل هذا الانحياز معطلاً لجزء من مقدرة ناقد قدير،ومقلصاً لشيءٍ من عطاءاته.

ومن يطالع دراساته لإنتاج بعض روادنا. يتجلى له ما تتوافر عليه تلك الدراسات من رؤية ناقدة، وحس تحليلي نابه، وأسلوب بياني في العرض والتناول والتعبير يميزه. وهاهو من خلال تلك المحاضرة يحدد محاور تعامله ومنظوره للنص الأدبي: لغة ودلالة. نافياً وجود نقد إسلامي.

والسؤال هو: هل يقتضي هذا النفي خروج الهويمل عن عباءة الأدب الإسلامي، الذي حاصره طويلاً وحدَّ من عطاءاته وقدراته؟ سؤال قد تجيب عنه أطروحات الهويمل القادمة.