احتوتهم دارة معالي الشيخ جميل الحجيلان؛ الوزير الأول للإعلام، وكان الضيف هو الوزير الأحدث لها الدكتور عبدالعزيز خوجة، والقناة الثقافية هي محور اللقاء «غير الرسمي» الذي تحول إلى ندوة مصغرة؛ أسئلة وآراء وانتقادات وتفاؤل وتشاؤل وتشاؤم وإشفاق على تجربة وتأييد لها وتعارض وتكامل عبر جلسة أريحية حفتها ابتسامة أبي عماد وروحه الجميلة، وضبطت إيقاعها إدارة أبي فراس محمد رضا نصر الله الذي وجه استفهامات محددة ومنح وقتا محددا كذلك، وابتدأه من مقعد المسؤول عن «السمية» المجلة الثقافية الزميل مدير التحرير الدكتور إبراهيم التركي الذي تحدث عن التحدي المهم في التعامل مع الثقافة بوصفها التساؤل والمساءلة عن القيم وصعوبة التعامل مع المثقفين الذين إن أرضاهم أمر اليوم فسوف يغضب سواهم، وحين يرضى أولاء يغضب الآخرون، وقال إن القناة ولدت فيما يبدو دون إعداد أو استعداد لكنه أفضل من عدم الظهور مشيراً إلى تجربة صدور المجلة الثقافية قل سبع سنوات، من جانبه ركز الدكتور عبدالعزيز الجلال على دعم الثقافة وتحدث عن تجربة مصر قبل سنوات التي خصصت للثقافة موازنة بمليار جنيه ودعمت مشروعات شعبنة الثقافة عبر الكتاب زهيد الثمن، أما الدكتور عبدالرحمن الشبيلي فقد خشي على القنوات الخمس الأحدث التي أطلقت مؤخرا من خطورة المنافسة الفضائية الشرسة في ظل ضرورة تكثيف المضمون، ولم يخف الأستاذ خالد المالك قلقه على القناة وطالب بتوفير كوادر إدارية مؤهلة للوفاء بمتطلبات القناة المتخصصة، وأكد الأستاذ تركي السديري استعداد الصحافة الورقية للتفاعل مع القناة ودعمها لكنه رفض مبدأ التوأمة بينهما فلكل طريقه وطريقته، الإعلامي الكبير ماجد الشبل تمنى أن يرى الثقافة في كل القنوات وليس في قناة متخصصة، في حين طالب الدكتور ناصر الحجيلان باهتمام القناة بالموروث الثقافي الشعبي والآثار العريقة في المملكة، وطالب أبو عصام معالي الشيخ عبدالعزيز السالم بضرورة دعم القناة الذي أكده الأستاذ عبدالرحمن السدحان وقال إن الشأن الثقافي يأخذ أهمية مضاعفة في أعمال الدولة عبر كل أجهزتها المهنية، وشدد الدكتور يوسف العثيمين على دور القناة في محاربة الإرهاب عبر الفكر الواعي المعتدل، وسعى الدكتور عبدالواحد الحميد إلى تأكيد ضرورة تحديد هوية القناة ونوع العاملين فيها، وكان للأستاذ يوسف الكويلت رأي حول نوعية البرامج وتدريب العاملين، أما الدكتور زهير الأيوبي فشدد على أبعاد القناة الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية، وكان للدكتور خالد الفرم موقف من الإعلام التقليدي في مواجهة الإعلام الإلكتروني.
وتحدث المضيف معالي الشيخ جميل الحجيلان عن تجربته عند إنشاء التلفزيون وكيف مرت مراحل التأسيس بتكتم وحذر شديدين وتحدث عن ردود الفعل حين أعلن قرب انطلاق تلفزيون الرياض في احتفال رسمي أمام الملك فيصل وكيف استقبل الأمر بين المؤيدين والمنددين والمراحل التي تمت بعد ذلك في تلفزيونات المناطق، ودعا إلى عدم إغفال المواد الثقافية المؤرشفة وخصوصا بعض المقابلات التاريخية لرموز الثقافة والفكر العربي، وكان الوزير خوجة منصتا بتمعن لكل ما ورد مبدياً سعادته بالنقد أكثر من الثناء وقال: إن تجربته القصيرة في الحساب الزمني بصفته وزيراً قد أكدت أن التخطيط وعدم التردد أساسان مهمان مهما كانت التحوطات، وشدد حرصه على تعاون الجميع معه بالملاحظة وإبداء الرأي المباشر وعم الاكتفاء بالفرجة، وطمأن المشاركين أن القناة تجد دعما لوجستياً ومالياً وإدارياً يجعله واثقاً من غدها، وأشار إلى أن خطوات المأسسة لجهازي الإذاعة والتلفزيون قريبة ضمن التنظيم الشامل للأجهزة الإعلامية والتحضير لمؤتمر شامل للمثقفين، ووعد بالمزيد من الانفتاح الإعلامي المسؤول، وضرب مثلا بتجربة القناة الأولى التي تغيرت هيكلتها البرامجية لتكون قناة العائلة السعودية.
حضر اللقاء -إضافة لمن سبق- الدكتور عبدالله الجحلان رئيس تحرير اليمامة والأستاذ بدر الخريف الكاتب والمحرر في الشرق الأوسط الذي أضفى على الجلسة روحه المرحة واستدعاءاته وذكرياته الطريفة والزميل عبد المحسن المرشد والمهندس عماد الحجيلان الابن الأكبر للضيف.