هذي حروفُكَ تَستَشري بِهَا الحَسرَه
وذي شجونُكَ !! إرثٌ عارمُ النَّبرَه
وذا تُرابُكَ لَمْ تَعْبُرْهُ خاطرةٌ
إلاَّ وفي بَوحِهَا الفَيَّاضِ ما تَكرَه
وذي حقولُكَ!! مِضمَارُ الخَريفِ وفي
أرجَائِها يَحلِفُ الزَّيتونُ بالعَبرَه !!
وذي كرومُكَ بَاءَتْ مِنْ مَفَاتِنِها
بِرَايةٍ سَقَطَتْ مِنْ مِغزَلِ الزَّفرَه
خُذهَا إِذَنْ نَهضَةً عَفرَاءَ ما اتَّكَأَتْ
إلاَّ على قَلَمٍ أَغْرَى بِهَا حِبْرَه
وَاقْصِدْ بِها بَهْجَةَ المِشْكَاةِ في بَلَدٍ
تَحيا عَلى نُورِهِ أَيقُونَةٌ ثَرَّه
حيثُ القَناديلُ عُنوانُ الحُدَاءِ !!وَ في
تلك الدُّرُوبِ رُوَاءٌ يَكنسُ العَثْرَه
خُذهَا إلى قِبلَةِ الإسرَاءِ أَدعِيَةً
فُصحَى إذا حُشِدَتْ في رَونَقِ الحَضرَه
للقُدسِ حَتّى تَرَى الرؤيا وَ قَدْ نَقَضَتْ
أَلغَازَهَا في الدَّيَاجي زُمرَةً زُمرَه
يا قُدسُ يا سِنَةً عَذرَاءَ خَبَّأَها
تَحتَ الجُفُونِ خَيَالٌ آبِقُ الفِكرَه
خُذي مَلامِحَنَا صَوبَ البُرُوجِ ففي
أَجْوَائِهَا تَغْرَقُ الأَشيَاءُ في الفِطرَه
عيوننا أَبجَدِيَّاتُ الأَسَى .. شَرِقَتْ
بِهَا الدُّهورُ فَصَارَتْ لِلوَرَى عِبرَه
ما زَالَ في لَيلِنَا المَجبُولِ مِنْ أَرَقٍ
شَأنٌ تُقَلِّبُهُ الأَطيافُ في نَظرَه
فَقَاسِمِينَا شُرُودَ الطَّرْفِ وَ اجْتَرِحي
قصيدةً مِنْ عِنَاقِ المَجدِ والشَّفرَه
تَجَذَّري في ذُهُولِ الخَيلِ فانْتَخِبي
فِرَاسَةً تَقْرَأُ الأَحلامَ في غُرَّه
تَسَرَّبي مِنْ صَلاةِ الرِّيحِ هَينَمَةً
يَخُطُّ وِجدَانُنَا مِنْ وَحيِهَا سِفرَه
وَ إِنْ تَمَثَّلتِ للقِرطَاسِ فَاجْتَذِبي
رَمزاً يُؤَثِّلُ في أَروَاحِنَا سِحرَه
تَفَتَّحي لِجَلاَلِ الآيِ وَ اقْتَرِبي
قِدِّيسَةً تُسْبِغُ الأَفْيَاءَ مِنْ شَعرَه
قُومِي فَمَا زَالَ للأَعرَاسِ أَخيِلَةٌ
أَحلَى وَ مَا بَرِحَتْ أَفْوَاجُهَا حُرَّه
سَتَشْهَدِينَ عَلَى الأَجْدَاثِ فَارِهَةً
تَصْحُو لِتَنْحَتَ نَجوَاهَا عَلَى صَخرَه
لأَجْلِ أَسئِلَةِ الأَطفَالِ - إِنْ خَطَرَتْ -
تَحَدَّثي عَنْ يَقِينٍ يَنْبِذُ الحَسرَه
يَا قُدسُ يا نَفحَةَ الغُفرَانِ مِنْ كَفَنٍ
جَاءَتْ وَ يَا رَمَقاً يَنثَالُ مِنْ خُضرَه
تَغَمَّدِينَا بِأَحضَانٍ يَهِيمُ بِهَا
هَمسُ السَّمَاوَاتِ مَشرُوحاً عَلَى قَطرَه
وَ سَاوِرِينَا فُيُوضاً في جَدَاوِلِهَا
سَجِيَّةٌ تَصقُلُ الأَنفَاسَ بِالغَمرَه
وَ أَلْهِمِينَا شُمُوخاً في مَعَارِجِهِ
لا يَبرَحُ المَوتُ مَمشُوقاً عَلَى نَضرَه
وَجَاذِبِينَا نَهَاراً لا يُزَيِّفُنَا
وَ لا تَبُوءُ بِهِ الأَحدَاقُ مِنْ ثَغرَه !!
يَا قُدسُ أَنتِ أَذَانُ العُنفُوَانِ !! نَعَمْ
وَ ذَا مَطَافُ الصَّدَى مُستَجمِعاً فَخرَه
نَأتِيكِ في عِزَّةِ الأَحجَارِ تُشْعِلُهَا
(شَظِيَّةٌ) مِنْ حِوَارِ الغُصْنِ وَ الجَمرَه
فَهَلْ تُصَادِفُنَا الغَايَاتُ في صَدَدٍ
بِكْرٍ!! أَلاَ تُفْتَنُ الأَلبَابُ (بِالشَّذرَه) !!
حَيثُ النُّبُوَّةُ رَيحانُ الغُيُوبِ سَمَتْ
فَجَاوَزَتْ زُخرُفَ الدُّنيَا إلى ( السِّدرَه )
وَ حَيثُ لا يَنفُثُ المِحرَابُ سَانِحَةً
إلاَّ وَ قَدْ بَثَّ في أَبعَادِهَا طُهْرَه
هذي فلسطين !! تَنمُو كُلَّمَا سَمِعَتْ
صَبِيَّةٌ قِصَّةً أَوْ لاَمَسَتْ زَهرَه
هذي فلسطين !! أَثقَالُ الرَّحيلِ عَلَى
خَيطِ الكَرَامَاتِ مُنسَاباً من العُسْرَه
سَيَنسِجُ الصَّبرُ نَصْراً مِنْ (جَدَائِلِهَا)!!
يَوماً وَ تُولَدُ مِنْ آلاَمِهَا (مُهرَه)!!
فهد أبو حميد