سأحطم الحجر، وأنفذ خلال الصخور وأفيض على الأرض وأملأها نغماً
سأنتقل من قمة إلى قمة، ومن تل إلى تل، وأغوص في
واد وواد، سأضحك بملء صدري وأجعل الزمن يسير في ركابي"
طاغور فيلسوف الجمال
أعتقد أنني عاشقة للحياة لا أرقى إلى مرتبة العشاق، لأنني لا أحسن التصرف في مواقف الحياة كثيرا، واهذي بكلمات تفسد عليّ التحام التجربة ، قرأت أن (شوبان) حمل معه حفنة من تراب وطنه لدفنها معه, ذات الفكرة حملتها معي وأنا أعيش ارتباطي بالحياة الذي لا أريد أن أضع له اسما واحصره في زوايا بشرية تحت عناوين لا نلتزم بها غالبا، يقول سيزار بافيزي (ليس لنا سوى أن نبدأ) نعم سوف ابدأ يا بافيزي، ولكن بداية مغايرة كعادتي التي تلج مملكة الكلمة الآبقة، تنبثق من أطراف أناملي مياه طوفان من شذا المشاعر, سوف احب، اليس الحبّ عند ريلكه هو تخطي الذات المُحبّة للوصول إلى مرحلة متقدمة من مراحل الوجود المُحَبّ الذي لا يضطر إلى تزييف ذاته إرضاء للمحب، إذن هو
الفيض الروحي، الذي يغمر الآخر دون أن يطلبه هذا الآخر.
هذا هو حب ريلكه ورسالته التي يبثها إلى العالم هي أن الحب هو قوام الحياة ولا تستقيم الحياة إلا
به، ولكن هل ريلكه أحب بطريقة البشر أم بطريقة الملائكة؟ لا اعلم ولكن كل الذي اعلمه هو أن الحب يكسر حواجز أقدار صمتنا النفسية، ويجعلنا نعشق صور حُسنه الخلاب على صفحة الماء مثل (ناريس). عندما نحب ترحل بنا مشاعرنا عبر قفار الحياة و وهدانها، برحلة أنيقة وكأننا نزور متحف مليء
بالجمال، وفي كل لحظة تقع أعيننا على لوحة مدهشة, أو قطعة أثرية بديعة, بعض الحب ضروري من اجل إعادة توازن أنفسنا التي كاد أن يعلوها صدأ الروتين، وتشابه الأيام،فالمشاعر تتوالد وتسكن بين بحر التفكير في النفس وقارات التأمل الإنساني، تبدو الصور اقل ادلهاما من ذي قبل، اذهب إلى ضفة فكري نيابة عني،لأبحث ركض فعل الأيام في اتجاه خطي واحد من نهاية إلى بداية أخرى ،لأسجل تصوراتي عما يحصل بين بداية ونهاية، سوف أوغل في فيافي الرصد،بما يشبه السيرة الذاتية لبشريتنا ، اسردها،أصوغها, ثم احتفل بها, جميلة هي عندما ندخل عوالم تُشكلنا، وتبلور وجدان كل فرد بنا نحو شيء سامي، وكأنه يفكك شفرة الملل فينا وعلى لسان شكسبير الذي يشبّه الحب وما يوحيه من جمال أبدي بأبي الهول وهو يرنو للخلود بعينيه الزائغتين، أقول نحن ذلك التمثال الواقف على أعتاب التاريخ مضمّخ بحب معتق من الزمن الآتي, أرواح أضناها الحب, وقلوب منهكة من السير في لُجّة الحياة مُتعلقة بغصن الأحلام والفرح، ألا تستحق أرواحنا حُب صَحِيحُ الآخر ...!
تقول زينب : هل تنام الحياة في قلوبنا عندما لا نهبها ما تستحق من حب؟
الرياض