الكلمات الجميلة التي لم نتفوّه بها..
المشاعر الأنيقة التي لم نعرب عنها..
الأوقات المديدة التي بدّدناها سدى، بمنأى عن أحبتنا، دون أن نتسامر وإياهم، أو أقلها أن نتطارح أحاديث الأرواح معهم لو على مبعدة..
قطع الهدايا المفعمة بالمعاني، إذ تحتلّ أرفف الحوانيت، وما أغدقناها، كعرابين حب، على من نهتمّ لأمرهم، لكنّنا، بدل ذاك، كرسنا أعمارنا للاقتيات من الاحتياطي خاصتنا بلا مقايضة..
مبادرات السمو باتجاه لمّ الشعث، ورأب الصدع، وصنع الجمال، بيد أننا تقاعسنا عنها..
آلاف المهاتفات، والرسائل بشتى قوالبها، التي ظلت حبيسة نياتنا ولم تر النور..
الأماكن التي تخلب المخيلة، والمتناثرة في مناكب الأرض، ولم نسبرها..
الاحتفالات الباذخة لشركاء قلوبنا، إلا أننا لم نعقدها..
ولائم الصلة المتخمة التي لم ندع إليها..
نزعات الحبور التي ساورتنا، وحالت دون أخذها تدابير..
الأسفار الزاخرة التي لم نهرع إليها..
المقاهي، المطاعم، الحدائق، النوادي، الشواطئ، المتاحف، الأسواق، المنتجعات، وكافة بهرجات الحياة الفارهة هنا وهناك في مختلف الأصقاع ولم نجئ عليها..
شتى صنوف المباهج الجديرة التي ما نلنا منها..
ترنيمة بهية، ما شنفت أسماعنا..
لقطة مترفة، لم تكن لذة لناظرينا..
رائحة، تعبق بالروح أولا جراء جبروت عبيرها، ولكننا لم نستنشقها..
ملمس حسن، ما جبناه بأناملنا..
نكهة ذات مذاق شهي، لم تتسلل إلى ألسنتنا..
الأشياء الباهرة التي كانت في متناولنا إلا أننا لم نقتنها..
ضحكة سعادة بدرجة قهقهة، تخرّجت من عندنا بملامح محايدة، هذا في ألطف الأحوال..
برهة حب اختطفناها من قلوبنا في جنح ظلمة، ووأدناها في بيداء ذاتنا المتورمة..
مشاريع صداقة تدر علينا أعطيات أنفس من الإبريز، وجرى الزهد فيها والزج بها في غياهب الحرمان..
وشائج المودة التي رفلنا بها حينا من الدهر، ثم تصرمت، وغدت أثرا بعد عين..
ألوان من خيارات التغيير التي كان من شأنها أن تزركش حياتنا على نحو منقطع النظير، إلا أننا وليناها أدبارنا، وتشبثنا بالروتين، واقتفينا نزعة السكون..
أكداس من الفرص المذهلة التي واتتنا، وكانت قاب شحذة جرأة منا أو أدنى، فتعثرت بعراقيل الطباع..
ملايين من عناوين الشقاء والخسران، تطبعها الحياة جنبا إلى جنب بإزاء شهادة الوفاة، في صحائف المحرومين من الراحلين.
******
«تنويه: تعرض إيميلي (ts1428@hotmail.com) للاختطاف منذ ثلاثة أسابيع الرجاء عدم استعماله حتى إشعار آخر»
الرياض