هل تستحق أرواحنا المبللة تلك الأجساد المنغمسة بالخطايا...!!؟
دائماً ما يبدأ ذاك الجدل بتلك (الجديلة)..!
تختلف جميع المفاهيم وتتفق دائماً إذا كان الخلاف هو (المرأة)..
نحن مجتمع الحقوق (الضائعة)..
لا طفولة تُحترم ولا نساء يقدَّرن، فما بالكم إذا كانت قضيتنا هي (طفلة).. (أنثى)..؟!!
تصرخ بصوت طفولي ممزق بين الرغبة الوحشية للجسد والمال
«ادفنوني، دعوني أموت بسلام تحت رمالكم الصحراوية الحارة»..!!
قرأت في إحدى الصحف المحلية قصة ليست بغريبة على مجتمعنا (الذكوري) البحت!
أسموها (طفلة بريدة)، وكأنه لا بد لكل مدينة من قبر وشاهد..!
و(قربان) صغير لتلك الوحوش الساكنة في أجسادهم!
حينما شاهدت صورة الزوج الثمانيني في تلك الصحيفة شعرت بالغثيان، حتى أني (صمت) مرغمة كل ذاك اليوم..!!
ألم يكفه بشاعة شكله وهرم عمره ورث ملابسه..!
ألم يخجل من نفسه؟؟
هؤلاء الأشخاص لا بد أن تلاحقهم المرايا..
كي يشعروا بالصدمة التي يسببونها للغير..!!
أذكر أنني قرأت - إذا لم أكن أحلم - أن مجلس الشورى نص بقانون عدم تزويج القاصر دون الثامنة عشرة..!!
أين تلك القوانين؟؟
لو كان الأمر بيدي..
لكني لا أملك إلا الخيال..
أقسم لأصدر أمراً صارماً وإقامة جميع الحدود ليس على الأب (الجاهل)، وليس على الزوج (الشاذ) الراغب بمعاشرة الأطفال..
لكن لذلك المحاسب أمام الله وأمام الطفولة وأمام الضمير..
ذاك الذي رسم حبل المشنقة في دفتره السميك المليء بالخيبة والدموع!!
وادعى بأنه (زواج) صحيح..!
كم أتمنى أن يقرأني أشخاص لديهم صلاحيات أكثر من نثر حروف فقط..
ولتذهب الشوكولاه والعرائس للجحيم..!
يكفينا تخلف ورجعية..
يكفينا جهل وانغلاق..
والله إني أخجل من حالنا..
تشبع مجتمعنا ب(الألم)، يكفي شره (جنسي)، قتلتكم رغباتكم..
بئساً لقوم أصبحت عقولهم في أجسادهم فقط..
ذاك الوحش الذي يأخذ الطفلة إلى الصحراء لينتهك كل شيء بريء بها ثم يعود بها بعد يومين من الإنهاك كي ترجع تلك المقتولة لمدرستها وتجلس بألم على كرسيها الصغير.. وهذا ليس تقولاً مني ولكن كلامه المقروء بالصحيفة نفسها..
تعود الطفلة من دون طفولة!
تلك الجديلة المصفوفة بعناية تعود بشكل أكثر فوضوية
تلف بطريقة أخرى..
تهرب منها رائحة الحناء والعنبر..
ويطير الياسمين..!!!
ويفوح الملح من جبينها الصغير..!
أي محاكمة تستطيع النطق..!
وأي محكمة تستطيع أن تتسع لكل هذا الظلم..؟!!
ربما مثلني أنا (عدنان الصائغ) حينما قال:
«أنتَ، يا أيها الولدُ الصعبُ، مالكَ محتدماً هكذا
تفتشُ في المصعدِ الكهربائي عن وطنٍ
وتنامُ على حجرٍ في الرصيف
كأنَّ الذي..
بين جنبيكَ...زئب..ق.. لا قلـ...ب...!!».
عنيزةsara.alzonaidi@gmail.com