منذ عشرة أعوام تقريباً تعرفت على هذا المثقف النبيل وذلك من خلال نادي الرياض الذي كان يرأسه الدكتور محمد الربيع إذ حضر هو والدكتور حسن النعمي لإلقاء محاضرات عن شخصي الضعيف باعتباري رائداً في القصة والرواية السعودية. وكانت المحاضرة موضع إعجاب وتقدير من طائفة المثقفين الذين تدافعوا على النادي لحضور هذه الندوة التي تجشم سعادته ورفيقه عناء الحضور من جدة لإلقاء تلك المحاضرة ومواجهة جمهرة المثقفين. وقد حاولت في نهايتها أن أثني على المحاضرة بتعقيب لم أفلح في صياغته فتدخل هو واختتم مداخلتي المتواضعة. ومرت الأيام فتم اختاير الدكتور السبيل وكيلاً لوزارة الإعلام (قبل إضافة الثقافة إليها)، وقد فاتني أن أقدم التهنئة لسعادته بهذا الاختيار حتى التقيته في ندوة أقامتها جماعة الثقافة والفنون التي كان يرأسها الزميل محمد الشدي، وقد شكوت له وضعي الوظيفي حيث كنت أعمل لدى مركز الملك فهد الثقافي، وكان أن عرض عليَّ وظيفة مستشار لدى وزارة الإعلام لقاء مكافأة صغيرة فوافقت على هذا الترشيح رغم أنه يضيع عليَّ جزءاً من الراتب، إنما كان أملي أن يتم تدارك هذا الفرق مستقبلاً إلا أن ذلك لم يحدث، وبقيت في منصبي الذي تعطره التسمية البازخة وقلة الاعتداد وضآلة العمل إنما يعكسه الاحترام الذي ألقاه من سعادته. وها أنا علاقتي به على وشك أن تنقطع فسارعت مثل غيري لمحاولة أن نثنيه عن هذا القرار الذي لا يحيد عنه باعتباره أدى ما عليه وليس لديه جديد يضيفه إلى الوظيفة لذا فإنه يتركها لمن يتم اختياره من بعده لحين يجدد البحث عن إطار حديث لإضافته إلى الوظيفة. بقي أن نضيف أن فقدان الوظيفة لهذه الشخصية الكريمة التي تجيد إرضاء الناس الذين يسارعون إلى الشكوى من الروتين الذي ينيخ عن الوظيفة لا سيما تدخل جهات أخرى في مسؤولية الوزارة نحو الأندية بالذات فعسى أن يأتي من يستطيع إيقاف هذا التدخل.
الرياض