الثقافية - صالح الخزمري:
خبت أصواتهم وابتعدوا عن الأضواء بفعل صروف الزمن وتقلباته والأمراض التي جثمت عليهم وتقادم السن وتلك هي الحياة.
ابتعدوا عنا وابتعدنا نحن الآخرون عنهم وبقيت آثارهم شاهدة تصلنا بهم كلما تذكرناها.
عبد الله عبد الجبار من منا ينسى هذا الرمز وتياراته الأدبية وفكره التنويري في زمن متقدم، ومن يستطيع نسيان علي العمير ومناقراته الصحفية وكتاباته الساخرة، وكيف يمكننا نسيان شاعرنا أحمد سالم باعطب الذي أهدى للوطن لآليء من إبداعه، ومن لا يذكر الصوت الشجي الذي إن سمعت القصيدة منه لا تملك إلا أن تصغي حتى يفرغ من قراءتها ... الإعلامي ماجد الشبل.
محمد الثبيتي الشاعر الذي طرب له عشاق القصيدة الحديثة والعمودية على السواء في داخل الوطن وخارجه، محمد الخطراوي الشاعر والناقد وصاحب البصمة التي لا تنسى في نادي المدينة المنورة.. والقائمة تطول وتطول..
أجزم أن عددا ليس بالقليل من شبابنا اليوم يخامرهم الشك في رحيل بعض رموزنا السابقين ( أمد الله في أعمارهم) وقد تكون ذريعتهم أن وسائل إعلامنا في مجملها إن لم يركض إليها المثقف لا تعيره مزيد اهتمام.
ولعلنا هنا نذكر وبكل فخر أن من بين هؤلاء الرموز كان للمجلة الثقافية شرف الكتابة عنهم عبر ملفات في أعداد سابقة، ونتمنى أن يسعفنا الحظ في القيام بواجبنا تجاه من لم نتمكن من عمل ملف خاص به في عدد من أعداد المجلة.
بقي دور وزارتنا ووزيرها المثقف المتحمس - الذي أكاد أجزم أنه حاز على محبة جميع المثقفين .- بقي دور الوزارة في تكريم هؤلاء الرموز وإبراز أسمائهم كما كانت وكما كان وهجها، ونعلن للجميع ساعتها أن هؤلاء الرموز لم يسقطوا من ذاكرتنا وأنهم لا زالوا يحتلون المكانة الرفيعة فينا.
نتمنى أن نكون كذلك ولا نكن المجتمع الدفان الذي وصفه الزيدان بذلك ذات يوم.