قبل أن يصل الكتاب إلى المكتبات ضج بالصوت والصدى، بل تحولت أجزاء من مادته إلى رسائل (جوالية) قصيرة يتبادلها المثقفون بينهم حول ما قاله الأستاذ عبدالعزيز الخضر (رئيس تحرير مجلة المجلة الأسبق والكاتب المهتم بقضايا الفكر والثقافة) عن سلمان العودة وصالح الفوزان وعبدالله بن جبرين وعبدالرحمن الراشد وعثمان العمير وتركي الحمد وإبراهيم البليهي وعبدالله الغذامي وداود الشريان وجمال خاشقجي وقينان الغامدي... وآخرين؛ ما أوحى بأن هوية الكتاب دراسة أشخاص مع أنه غير ذلك تماماً (بل ربما كانت هذه الآراء أقل أهمية لاصطباغها برؤية ذاتية)؛ فهو بحث علمي بأدوات منهجية يستعرض الظواهر ويدلل بالأسماء، دون أن تعوزه الجرأة، أو تتداخل فيه الانتماءات الذاتية المؤدلجة تحديداً؛ حيث يمكن عد الكتاب ذا قيمة معرفية لرصد التحولات الكبيرة التي مرَّ بها المجتمع السعودي خلال أكثر من ثلاثين عاماً حين ظهرت بوادر الخلاف الحاد بين أطياف المجتمع حول قضايا متعددة، لما يزل بعضها متفاعلاً.
الأستاذ الخضر قسَّم كتابه إلى ثمانية فصول بعد المدخل والمقدمة عن خصائص التكوين والعقل الديني وعقل الصراعات والعقل الثقافي وعقل التنوير والعقل الإعلامي وعقل التنمية وعقل المعارضة، كما تناول في ثناياه موضوعات مهمة تتصل بالمناهج التعليمية ونظام الحسبة وتعليم المرأة. مؤلف الكتاب هو - كما ورد في جريدة السياسي الإلكترونية - عبدالعزيز بن محمد الخضر، ولد عام 1968م، ويحمل درجة الماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة الملك سعود في الرياض، ويعمل محاضراً (عضو هيئة تدريب) في الكلية التقنية بالرياض، استُكتب قلمه أسبوعياً في صحيفة (الوطن) السعودية مذ العام 2001م، ثم انتقل عموده الأسبوعي إلى صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية، ورأس تحرير صحيفة المحايد في الفترة (2000- 2003م)، ثم رأس تحرير مجلة (المجلة) خلال الفترة الممتدة من 12 سبتمبر 2004م حتى 11 فبراير 2006م.