قلق ممتدٌ على طول الطريق، من القلب إلى القلب، من العقل إلى العقل، من الجسد المجهد، حتى الجسد الخائر المقعد.
قلقٌ، قلق، نمشي يمشي، نجري يجري، نصعدُ يصعد، نهبط يهبط، حتى حين ننام، يتدثر في مآقينا، في أفواهنا، في عيون أطفالنا، يظل عابثاً في أحلامنا، أضغاثنا، رؤانا وهواجسنا، وحين نفيق، نجده أمامنا، في كل مكان.
يلهو على وجه الساعة، يتدلى من عقاربها، يصرخ، يضحك، يعبث بالوقت.
ننظر في المرآة، نراه، يحدق فينا، يقفز على الفرشاة، ينغرس بين أسنانا، أسوداً كالسوس، باهتاً كالبؤس، تتعثر فيه الأقدام، وهي تخطو مرتبكة، يصبح لونه أحمر، بلون الإشارة البلهاء، يتمدد كالمسافة العجفاء، مزعجاً، كأبواق السيارات، متصاعداً كالعدادات، متجمهراً كالأوراق والملفات.
قلقٌ في كل مكان، يحاصرنا، كالهواء، كالسماء، كالإسفلت، وأعمدة الإنارة، كالمارة، كالأبواب والأسوار، كالأسرار، كالجرائد المتكدسة، وعناوين الأخبار.
alezzi-musa@hotmail.com