يمتاز معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة بهدوء جميل ينطلق من ذاته ليوجه صفاته الشخصية منها والثقافية، فكما تراه تسمعه، ومثلهما تقرؤه، ويضاف لذلك دأبه البحثي فلم تشغله أعمال الوزارة السابقة واللجان اللاحقة والارتباطات الرسمية والشخصية عن الإنتاج الفكري الثر المتخصص في قضايا الهوية والعولمة والخصوصية بطرح توسطي ناء عن التصنيف والأدلجة، وتلك أولى معالم الفكر الحر النزيه.

وفي كتابه الجديد (فكر التصدي للإرهاب، مراجعات في المفهوم والأسباب والهوية والأوزار) إشارة إلى الوفرة المتكاثرة للكتابة في موضوع الإرهاب أغلبها من غير المتخصصين، وممن تسكنهم روح الثأر من عدو شمولي مفترض، وممن تحركهم (الجهوية) فتجعل الشرق خصماً للغرب، والغرب عدواً للشرق، وتنفي فرص التلاقي المتسقة مع المفهوم الحيوي لعمارة الأرض واستخلاف الإنسان فيها، ويتكئ الدكتور النملة على اهتمامه العلمي بمنطلقات ومحددات العلاقة بين الشرق والغرب، وقد خصص الأستاذ الدكتور في كتابه الصادر عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معتمراً الرقم 1 في سلسلة موقف الإسلام من الإرهاب إلى سبع وقفات فيها: الاحتراز والأسباب والشماتة والهوية والقابلية والأوزار وخاتمة تتضمن أربع عشرة نتيجة توصل إليها الباحث في كتاب لم يتجاوز مئة وأربع عشرة صفحة رجع فيه مؤلفه إلى مئة وخمسة وخمسين مرجعاً.