كُلُّ شَيْءٍ هُنا غَائِمٌ
تَخْلطُ الصُّبْحَ باللَّيْلِ لا
فِي الظَّلامِ البَهِيْمِ اسْتَوى
فِي الضِّياءِ العَمِيْمِ اعْتَرَى
فَاخْتَفَى مِنْ يَدِيْ ماثِلٌ
إنَّ ما يَخْتَفِيْ ها هُنا
كَيْفَ للْعَقْلِ أَنْ يَنْتَضِي
كَيْفَ لِيْ أنْ أرى ما تَرَى
يا لها عَتْمَةٌ تَعْتَلِيْ
خَلْفَهُ سَيِّءٌ يَغْتَلِيْ
ذَاكَ مَن بَاتَ يَهْوى الرَّدَى
هَكَذَا عَاشَ يَحْسُو العَمَى
لَيْسَ مِثْلُ السَّنا مَوْئِلاً
إِنْ يَكُنْ فِي الحَنايا هُدَى
كُلُّ شَيْءٍ غَدَا فَأْفَأَةْ!!
يَفْهَمُ المَرْءُ مَنْ أَنْبَأَهْ
نُورُ فَهْمٍ فَمَنْ أَطْفَأَهْ؟
وَجْهَ مَعْنايَ، ما جَزَّأَهْ؟!
وَامَّحَى ما الهُدى شَيَّأَهْ
لَيْسَ للنُّورِ أَنْ يَمْلأَهْ!
فَهْمَهُ والْهوى أَصْدَأَهْ؟!!
والخبايَا غَدَتْ مَرْفَأَهْ؟!!
وَجْهَ مَنْ زَيْفُهُ خَبَّأَهْ
إِنَّ خَلْفَ المَدى أَسْوَأَهْ
كَيْفَ لِلْوَهْمِ أَنْ يَدْرَأَهْ!
دَأْبُهُ أَنْ يَلِيْ المَنْسَأَةْ
يَزْدَهِيْ فِيْهِ مَنْ هَيَّأَهْ
لا يَبِيْعُ الفَتَى مَبْدَأَهْ