لقد أحسن الأخ ظافر بن محمد البطي قولاً وعملاً حين عقب على مقال الأخت الأستاذة زينب الخضيري -في صفحة مداخلات بتاريخ الاثنين 7 جمادى الأولى 1429هـ- بعنوان (المقال جميل لولا الأخطاء) وأقول له أيضاً: (وأنت مقالك جميل لولا الأخطاء).

1- خذ قولك: (أحدهما يمثل ما أدخلناه من العربية على الإنجليزية وهي لا تعرفه والآخر يمثل ما أدخلناه من الإنجليزية على العربية وهي لا تعرفه أيضاً)، أقول:

(لكل لغة أهلها وقواعدها ومصطلحاتها، وواضعو قواعدها ومصطلحاتها هم أهلها، وفي الأثر: (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) هكذا جاءت اللغة مضافاً والقوم مضافاً إليه أي أنهما لا ينفصلان، ومن شاء الأخذ بلغة غير لغة قومه أخذ منها كما هي لكن.. لا أحد من غير أهل أي لغة يملك أن يدخل (بكسر الخاء) عليها أو يبدل منها شيئاً؛ فقط يستطيع أن يفعل ذلك حين قيامه بالترجمة عنها إلى لغته أو أية لغة أخرى، وبهذا -أخي الكريم- يكون قولك (أدْخَلْناه) على الإنجليزية هو نسب في غير محله.

حتى الترجمة -عن الإنجليزية- مثلاً تختلف من شخص لآخر أو من جهة لأخرى لأن الترجمة الصواب لا تكون حرفية لكن بالمعنى والمعنى ينبع من الحصيلة اللغوية والثقافية والعلمية للمترجم (بكسر الجيم) علاوة على أن الترجمة ليست جامدة فمثلاً: كلمة (محمد) هناك من يكتبها: Mohammed وهناك من يكتبها Mohamed وهناك من يكتبها Mohammad ورابع يكتبها Mohamad والكل صحاح.

2- من خصائص اللغة العربية إعراب الأسماء حسب موقعها وتختلف بالطبع صورة الاسم المعرب عن الاسم المبني، لكن اللغة الإنجليزية لا تعرف إعراب الأسماء فهي دائماً وأبداً على صورة واحدة مهما تغير موقعها لكنها تعرف من سياق الكلام.

3- كلمة AL-Salam بصورتها هذه خطأ ترجمة منا والصواب فعلاً -كما تفضلت- -وكما تعلمناه- أن الحرف المشدد يضاعف لأن لغتهم لا تعرف اللام الشمسية.

4- ولعله من بديه القول أن لغتنا العربية بفضل الله لغة ثرية غنية بمفرداتها ومصطلحاتها و(ضمائرها).

5- كم أتمنى أن تكثف الجهود المخلصة لتنقية لغتنا العربية الأصيلة مما شابها من مصطلحات دخيلة عليها، وأن يعمد القائمون على أمرها إلى تبسيط النحو وقواعده الذي يمثل حجر عثرة أمام التلاميذ والطلاب.