في مقاربة اجتماعية - اقتصادية تعرضت فصول هذا الكتاب لمفاهيم وموضوعات تأسيسية في التنمية التي لن يتوقف الجدل النظري حول اختلاف توصيفاتها ومستوياتها وأطرافها والعوامل المحددة لها ولا سيما مع توسع العولمة وتراجع سيادة الدولة الفقيرة على أسواقها وسياساتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية.
وقد حرصت فصوله - كما قدم المؤلف - على الوضوح في الربط بين الصياغة الأكاديمية والمقاربة النقدية، بين ما يهيمن في الأدبيات الدولية والحكومية والأهلية من تصورات الوعي الوظائفي الشائع حول الأوضاع القائمة في البلدان الفقيرة وحول ما يعوّق قدرات المجتمع أو الجماعة عن تنميتها من جهة، وبين ما يحدد واقعياً، على الأصعدة الدولية والحكومية والأهلية آليات تدهور تلك الأوضاع ويعوّق بناء القدرات المؤسسية وترجيح الوعي التنموي في تجاوزها على الوعي الوظائفي الأول الذي يثبتها من جهة ثانية.
وتعرّض أحد فصول الكتاب إلى فعالية المقاربة الميكروسوسيولوجية في مواجهة معوقات وإمكانات التنمية على مستوى البُنى المحلية. فيما تعرضت فصول أخرى لقضايا عالقة تُنذر بتفاقم أخطار لن يخفف منها الخطاب الليبرالي الجديد ولا التدخلات الإغاثية أو التنموية المتناثرة.
يقع الكتاب في (216) صفحة من القطع العادي.