ويركز المؤلف من خلال الدراسة على تناول قضية هامة للإمارات تتمثل في مسألة جزيرة (أبو موسى) المحتلة من قبل إيران مع بعض الإشارات إلى بعض المسائل ذات العلاقة باحتلال إيران لجزيرتي (طنب الصغرى) و(طنب الكبرى).
وجاء تخصيص أبو موسى في ضوء رؤية المؤلف من أنه إذا كانت الجزر الثلاث تلتقي في موضوعي وطروحات الحق التاريخي والخارطة الجغرافية البريطانية المعدة عام 1886 فإن جزيرة أبو موسى تنفرد وحدها في كونها موضعا لمذكرة تفاهم يصفها بالمعيبة مع الشارقة برعاية بريطانية.
يستعرض المؤلف كافة الجوانب المتعلقة بالمسألة سواء على مستوى التعريف بالجزيرة أو منشأ وتطور النزاع عليها مقدما حججاً وأسانيد الطرفين ثم مذكرة التفاهم المتعلقة بالجزيرة وأخيرا تقييم حجج وبراهين الطرفين وإمكانية التسوية أو الحل. كما يستعرض القيمة الاقتصادية والأهمية الاستراتيجية للجزيرة . يستعرض الكاتب منشأ وتطور النزاع فيذكر أن المطالبة الإيرانية بالجزيرة لم تكن مطالبة جادة حيث لم تكن إلا تلميحا وتلويحا بهدف الضغط وكورقة مساومة في مسار نزاع هو المطالبة الفارسية بالبحرين وكورقة مساومة في مساعي انتزاع الاعتراف أو السكوت عن الاحتلال الفارسي لجزيرة (صري) مترافقا مع المطالبة بجزيرتي طنب الكبرى والصغرى.
وفي تناوله لظروف احتلال جزيرة أبو موسى يذكر المؤلف أن التقاء المصلحة الإيرانية بمصلحة القوى الغربية في منطقة الخليج كان له دور مباشر في تحقيق إمكان حصول إيران على الجزيرة.
أما عن أهداف واستراتيجية إيران في ظل الظروف التي وقعت فيها عملية الاحتلال فيشير إلى أنها تمثلت في ملء الفراغ السياسي والعسكري كقوة سياسية عسكرية أولى في المنطقة وحماية المصالح وتحقيق مكاسب والطمع في إعادة المجد الفارسي القديم فضلا عن درء خطر المد الثوري في المنطقة والذي يهدد النظام الملكي الإيراني.
وفي ضوء ما سبق يتساءل المؤلف: أين تمضي المسألة وما هي إمكانيات التسوية والحل؟
يقع الكتاب في (479) صفحة من القطع العادي.