اطلعت على ملحق جريدة المدينة (الرسالة) الصادر يوم الجمعة 17-1-1429هـ فلفت انتباهي منها موضوع (أدونيس وجائزة نوبل) من دراسة ذيَّل فيها الدارس الموضوع بسؤال هو: لماذا تتجاهل نوبل العرب وتصفق للصهاينة واليهود بمنحهم الجائزة في فروعها المختلفة؟.. فكانت هذه القصيدة موجهة لأدونيس ولكل أدونيسي.
أناخ على حاجبيْك السؤالُ
ألم تطرد الليلَ مستبصراً
فما العقل إلا دليلٌ إذا
ومن لم يعر أصغريْه.. يجدْ
إذا كنت للفنِّ مستفعلاً
لقد ضاق بالقصد كل المدى
فما اسطاع نسخاً لجهد الخلي
لمسناه جهلاً مدحنا به
فلا النور أيَّدَ تزيفهم
و.. ذي أملٍ في يدٍ فاشتهى
و.. شوهاءَ ترفل في حلَّةٍ
فنجمك (يا أدونيسٌ) غدا
فلست (لنوبل) بل (نوبلٌ)
ومن يعرف الصَّحَ عن دربها
عرفناك شعراً رصيناً وما
عرفنا علياً وفنّاً عليَّاً
فكم قاتلٍ نفسه غفلةً
وكم فكرةٍ من يراعٍ بدتْ
و.. مبدٍ وداداً لضدٍ غدا
فما الفوز في (هذه) إنما
أما لك مجدٌ عريقٌ على
أما لك نورٌ نباهي به
لماذا التجنِّي على ربِّنا؟
ذوو اللب ما طال ليلٌ بهم
فما قيمة العقل إن لم يسرْ
أترنو لذكرٍ؟ كفى لم تصل
يضلُّ الفتى إنما إن بدا
فرَدَّ على خجلٍ مِرْجَلهْ!
بصبحٍ تعيد لنا أوَّلهْ؟!
تجاوز حداً غدا مهزلةْ
بتفريطه - دائماً- مقتلهْ
فخلفُك للفنِّ مستفعلةْ
رموزاً وزادت به الأمثلةْ
ل، إذا ذُلَّ بالكره من خلخلهْ
البيان القديم ومن هلهلهْ
ولا الفنٌّ أصَّل من أصلهْ
سواه فلا (ذا) ولا (ذاك) لهْ
بوشْيٍ ومشيتُها مخجلةْ
قلادة من نيزكٍ مُهملةْ
لمكنونكَ.. العارُ أنْ تجعلهْ
يفزْ ولمثلك أنْ يجهلهْ
عرفناك في الفكر إلا دَلَهْ
فأفسَدْتَه بئس (ما) حوَّلهْ
بسيف عدوٍ هوىً جندلهْ
مبجَّلةً فغدت مُعضلةْ
عليلاً يئنُّ بمن قبَّلهْ
لمن شاء، في تلك يُجلي الصِّلةْ
سلالمه طال من قلَّلَه؟
ونحمد -بالحبِّ- من أنزلهْ؟
ألم تقرأِ (العصر) و(الزلزلة)؟
وما انزاح ليلك! ما أطولهْ!
بخطْوٍ يناجي به موئلهْ
إلى من سما بيننا منزلةْ
له الحق فالعوْدُ ما أجملهْ!.