اندفعت عجلات السيارة، وقعت عيناي على عداد السرعة وإذا به يشير إلى 180 كم في الساعة وبعد.. ازداد العداد إلى أن قارب 190 كم في الساعة. صرخت أمي انتبه أيها السائق المتهور هدئ من السرعة، وفجأة صرخت عجلات السيارة حين ضغط السائق على كابح السيارة لإيقافها وأصدرت صوتا، ولكن أحسست بشيء يقذفني من خلفي ويطيح بجسدي عندها رفعت أمي سبابتها وتفوهت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. وسكنت
...>>>...
بلغة هادئة، وبخيال محدود، وبواقعية تركتها الذاكرة على رصيف أحداث صارت.. نجلس من (الراوي) الذي يحمل البطل (عارف) في رواية (قهوة أمريكية) للراوئي أحمد زين، بحملة مسغبة الإجابة المكرورة عن سؤال: من أنت؟.. إذ لا تقف الإجابة مهادنة رغم صمتها، ولا يفر السؤال نحو هامش حري باستجماع شجاعة ما لتجعله سؤالا يحمل في طياته الإجابة (من أنت؟!).
لأمر ما تواطأوا على وأد موهبته.. لسبب لا يعرفه، اجتمعت شياطينهم على تحطيمه.. آلوا أن يسحقوه في يوم عاصف.. فاستطالت آذانهم تلقف كلماته.. وجحظت عيونهم تقرأ نبساته.. فإذا كتب أغلظوا النقد له.. وإن ألقى أسمعوه ما يكره.. ومع ذلك احتمل أذاهم صابراً.. وتلقّى سهامهم باسماً.. فأروه مع عبوسهم ازوراراً.
ذات مساء مفعهم بالأسى.. كسر نايه وغادر ناديهم.. أدركته.. ناشدته أن يعود فأبى!
طرقات هزت سكون تلك الليلة.. التفتت شذا باتجاه الباب:
- معقول نوف للآن ما نامت؟
- ليش ما تكون نوير؟
- لاااا.. لا تقولين!!
كنت قد حركت المفتاح.. حين دفعني الباب للوراء.. انفجر من فتحته وجه مشرفة المبنى نادية.. وشهقة فزع من قاع حنجرة شذا.. أما أنا فوقفت أعدل هيئتي وأنا أنظر ببرود غبي لهاتفي النقال بين يدي نادية.. تدسه في كيس نفايات.. بعد أن قطعت عنه أسلاك الحياة.