هكذا أقرّ بجنون عاطفتي، وأعذر من تخطفته طيورُ مشاعري، لا حيلة لي، أقف في منتصف المسافة، ما بيني وبيني، أحاول كثيراً أن أهرب مني، أن أغادرني، ولكني فجأة أجدني في داخلي، وحيداً، وحيداً، إلا مني، ومن هاجسي.
***
هاجسي حيناً يصعد بي، في سماوات انعتاقي، مني ومن بعض شجوني، وحيناً يأسرني في بعضي، ويهتك أسراري وستار سكوني.
***
أبداً لا حيلة لي، إما أن أسقط إلى أعلاي، أو أعلو إلى شفا سقوطي، إما أن أقف
...>>>...
القاص خالد الخضري يصدر مجموعته الجديدة (عطر أرواحنا) بعد عطاء روائي تمثل في (جوانا)، ليقرن الخضري بين التجربتين برابط وجداني غامر تصطبغ فيه حالات السرد، إذ يدرك القارئ أن الكاتب عني كثيرا بأمر العاطفة التي تفيض من أعماق شخوص القصص في مجموعة (عطر أرواحنا الجديدة) ليظل الهاجس الفطري مبنيا على كم هائل من (الحب) الذي تجسد في أول قصة حملت اسم المجموعة، فتستدل على عطر الأرواح بأنه الحب الذي يصوغ من
...>>>...
لم يلق بالا إلى غياب منفضة السجائر عن مكانها، في السابق كان يلومها على ذلك، انشغل بتصفح مجلة فيما كانت تجلو الأطباق في المطبخ، وكان بوسعها أن تتكهن بما يفعله في هذه اللحظة: يجلس - كعادته - بعد كل عشاء ليدخن ويقرأ، بجانبه منضدة زجاجية صغيرة فوقها منفضة السجائر، وحين تستغرقه القراءة ينسى موقع المنفضة؛ ما يجعل رماد السجائر يقع على السجادة، ويترك أثرا لا يزول بسهولة.. كانت تلومه على إهماله وكان يبتسم
...>>>...