هكذا أقرّ بجنون عاطفتي، وأعذر من تخطفته طيورُ مشاعري، لا حيلة لي، أقف في منتصف المسافة، ما بيني وبيني، أحاول كثيراً أن أهرب مني، أن أغادرني، ولكني فجأة أجدني في داخلي، وحيداً، وحيداً، إلا مني، ومن هاجسي.
***
هاجسي حيناً يصعد بي، في سماوات انعتاقي، مني ومن بعض شجوني، وحيناً يأسرني في بعضي، ويهتك أسراري وستار سكوني.
***
أبداً لا حيلة لي، إما أن أسقط إلى أعلاي، أو أعلو إلى شفا سقوطي، إما أن أقف مائلاً نحوي، أو أن أميل إلى نحو وقوفي.
***
هكذا بين بين، لا يبين شوقي، ولا يستبين حنين، أخلد في قاع أحلامي، أخربش في جدار أيامي، أحاول أن أرسمني، ولكن تأبى ذاكرتي، ودوماً أفشل في محاولتي.
***
هناك هوسٌ ما، يجوس في عاطفتي، يعربدُ في دهاليز شجوني، هوسٌ ما، لا أفهمه ولا يفهمني، حيناً يندس في ذاكرتي، وحيناً يتخفى في شراييني.
***
أجل أقر بجنون عاطفتي، تتمرد على صوابي، وتعلن أو تلغي أشواقي بدلاً عني، فليعذرني من يعرفني، ولا يعرف شيئاً عنها، إلا مني.