أيني وأين حقيبتي وكتابي
حن الفؤاد لمقعد الطلاب!!
وسرى الحنين بأضلعي فوجدتني
للأمس منقلباً على أعقابي
وكشفت ستراً عن خيال قصيدتي
ومسحت عن عيني كثيف ضباب
أتأمل الصور التي كبرت معي
حتى نسيت بوجهها أهدابي
فبدت بطابور الصباح طفولتي
نشوى تتوق لحصة الألعاب
ونمت براءتي التي أودعتها
حضن الفصول يحيطها أترابي
ما بين هندستي أقمت ودفتري
كإقامتي في داخل الأعصاب
كالومض ألتقط الدروس وأقتفي
شرح المعلم، كامل استيعابي
وعلى الحوائط كم رسمت مطامحي
ونقشت أحلامي على الأبواب!!
وزرعت أقدامي على عتب الضحى
ورداً تبرج بعد طول حجاب
من أين سرت سرت عطور نسائمي
والأرض تحرس جيئتي وذهابي
يا زائري تلك الرحاب ترفقوا
لا تجرحوا وردي على الأعتاب
لا توقظوا تلك الخطى أخشى على
رجلي تئن إذا وطأت ترابي
أشتاق في صمتٍ كأن عواطفي
ملغومة فيما وراء ثيابي
ناشدت عمري لو لبضع دقائق
يا عمر عد بأحبتي وصحابي
عد يا زمان فقد أوسد آهتي
لحد الهموم، وتنتهي أتعابي
ناشدت عمري إذ تناثر ورده
من باقتين: عزيمةٍ وشباب
يا عمر خذني للوراء لعلني
ألقى صباي فقد مللت تصابي
يا من حملتم في الحياة أمانةً
للعلم فوق مناكب ورقاب
ومنحتم الغيم المسافر شرفةً
للورد تبعث عاطر الأطياب
وملأتم الأفق الفسيح معارفاً
كالشمس فوق منائرٍ وقباب
وحرثتم الفكر السمان فأينعت
أغراسها في باطن الألباب
فكأنما الألباب عرس سنابلٍ
شهدت مسيل غمامةٍ وسحاب
غنت لكم شفة الزمان ورددت
لحن الخلود على مدى الأحقاب
في هامكم أقبلت أطبع قبلةً
وأمد يمنى الحب والترحاب
وعلى السواحل من بحور مودتي
شوقاً أرحت رواحلي وركابي
يا خير من جاؤوا بكل سجيةٍ
من عالم الأرحام والأصلاب
من قول (اقرأ): أشعلوا منهاجكم
هدياً يقود على طريق صواب
واستمطروا أفق العلوم سحابةً
بالخير تهطل فوق كل رحاب
وتسلحوا بالدين خير عقيدةٍ
عصماء تقطع دابر الإرهاب
وتنوروا بالفرقدين لعزكم
بين الخلائق: سنةٍ وكتاب
لله أنتم والطموح بجيدكم
عقد من الأخلاق والآداب