جمعتني مناسبة مع الشيخ الفاضل محمد بن جبير رحمه الله قبل وفاته وبينما كان الجميع يترقب وصول الشيخ وإذا به يدخل تعلو محياه المشرق ابتسامة صافية دخل خافض الجناح قد تطامن سمواً وخلقاً دخل وهو الأكبر قدراً وعمراً وعلماً وشرع يسلم على الحاضرين مبتدئا بأول شخص على اليمين وانتهاء بالصغار في أقصى المجلس يسار هاشا باشا منبسطا يسلم بحرارة سائلا عن الحال وملاطفا الصغار رحمه الله كان مدرسة في التواضع ورجاحة العقل وجمال الروح.
تذكرت تصرف الشيخ بعدما رأيته من تصرفات حمقاء من بعض الذين وهبهم الله قليل علم أو فضل مال رأيته متكبرا متغطرسا يمشي كالطاووس متكلفا في حديثه مصعر خده يظن أنه مركز الكون ثاني عطفه يجر أذيال العجب كأنما هو وحيد الدهر وفريد الزمان!
شتان بين مُشرِّقٍ ومُغرِّبِ
أهؤلاء أعظم قدراً وأرفع شأنا من الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!
===========================
والفريقين مِن عُربٍ ومِن عَجَمِ
محمدٌّ سيدُ الكونينِ والثقَلَيْنِ
أبَرُّ في قَولِ لا منه ولا نَعَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلا أَحَدٌ
===========================
كان بأبي هو وأمي يتمثل هذا الخلق في أسمى وأرفع معانيه كان في خدمة أهله وكانت الجارية الصغيرة تمسك بيده الشريفة وتمشي به في أنحاء المدينة وكان يأكل القديد ويحلب الشاة ويلعق اليد ويسلم على الصغير والكبير ولا ينزع يده حتى ينزعه الآخر, أي إنسانية وأي سمو ,أي طهر وتسامي وتواضع ورفعة اللهم صلي وسلم عليه
وكم أرثي لحال هذا الضعيف وأشفق عليه أكثر مما ازدري فعله واحتقره!
إن الكبر مرض نفسي خطير أساسه ومنشأه مركب نقص قد استوطن وضعف همة قد نخرت وفي هذا قال الفاروق رضي الله عنه: (ما وجد أحد في نفسه كبرا إلا من مهانة يجدها في نفسه) أن حياتهم تجري وراء سراب وأوهام, وسيأتي يوم يستيقظون فيه على الحقيقة المؤلمة!
ألم يسمعوا بقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر والحديث الذي توعد هؤلاء المتغطرسين بأنهم سوف يخلقون على هيئة الذر يطؤهم الناس عقابا وجزاء على عظم ذنبهم
صفات المتكبرين:
* يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء
* يعتقدون جازمين أنه دوما وأبدا على حق ويثقل عليه قبول الحق
* يتجاهلون إنجازات الآخرين وايجابيتهم ويحاولون التقليل منها
* لا يحترم الآخرين ولا يرى لهم قدرا ولا مكانة كبارا كانوا أو صغارا
* لا يشكر أحدا ولا يقدر معروفا ولا يثمن جميلا
كيف تتعامل مع المتكبر؟
1- لا تبالغ في مدحه وإن كان ثمة صفة حسنة فأشر إليها بلا استغراق.
2- لا تتفاعل كثيرا مع آرائه ولا تبدي اهتماما ملحوظا بها.
3- قف بحزم أمامه حال تكبره عليك وبين له رفضك التام لأسلوبه.
4- اطلب منه تفاصيل واسأله فهولاء سقيمو الفكر سطحيون سرعان ما يقعون ولكن احذر الدخول معه في جدل عقيم.
5- أذكر شيئا من أحوال المتواضعين وعقاب المتكبرين في الدنيا والآخرة.
ومضة قلم:
إن المُتكبرَ مثل رجلٍ فوقَ جبلٍ يرى الناسَ صغارا ويرونه صغيرا.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7515» ثم أرسلها إلى الكود 82244
د. خالد بن صالح المنيف
Khalids225@hotmail.com