قصتي ابتدأت قبل شهر تقريبا، أنا إنسانه مطلقة منذ خمس سنوات، وعندي بنت معلمة محافظة وعلى خلق وجمال ودين، تقدم لي ناس كثير ولكن لم أرتح نفسيا لهم..
دخلت النت لأشغل وقت فراغي، وكتبت في بعض المنتديات، وكنت دائما أنصح البنات في المنتديات وكذا طالباتي بالحذر من النت!
تعرفت على أحدهم في المنتدى، وكان إنسانا عاقلا وناضجا ومثقفا ويشتغل في أمريكا وأعجبني فيه تمسكه بالدين وتقريبا هو أكبر مني بسنتين، خلال فترة تحاوري لأول مرة بحياتي أرتاح لرجل وأحس بانجذاب نحوه، أبدى إعجابه بي بطريقة مؤدبة وراقية وتمنى الارتباط بي من خلال ثاني محادثة ماسنجر بينا، لكن اشترط أن يرى صورتي من دون الماسنجر لكي يقرر الزواج بي. في البداية خفت ورفضت واستخرت الله وفكرت كثير وفعلا ارتحت نفسيا له ووافقت على طلبه، ولما رآني أبدى ارتياحا لي وطلبني للزواج، وكان مصرا، وصرت أدعو الله أن يجعله زوجا لي ويطرح فيه الخير والصلاح، واستمررت معه على الماسنجر تقريبا شهرا، وتعرفنا فيها على بعض أكثر وأحببنا بعضنا بقوة، طبعا هو قال لي إنه سيفاتح أهله بالموضوع بعدما يرجع من السفر لأنه سيأخذ إجازة ويخطبني من أهلي، يعني بعد سبعة أشهر من الآن، وأعطيته رقم أخي الكبير على أساس أن يكلمه ويخطبني منه من دون ما يدري أنه تعرف علي عن طريق الماسنجر؛ لأننا عائلة محافظة، والآن أنا في حيرة شديدة لأنني أحس أنني ارتكبت غلطا بطريقة تعارفنا، وأحس بخوف شديد من أهلي من جهة ومن المستقبل من جهة ثانية، مع أنه متمسك بي وراض بي بالرغم أني مطلقة وهو شاب، وأتمنى أن أقطع علاقتي معه وأترك له رقم بيتنا متى ما جاء من أمريكا يجيء ويخطبني لأنني أحس أن علاقتنا على الماسنجر الآن باطلة وغلط واستمراري معه مدة ستة أشهر غلط بالرغم من أن حدود علاقتنا ما تعدت الماسنجر وبحدود الأدب والاحترام وأنا متمسكة به بنفس الوقت لأنني ما أريد أن أكرر تجربة فاشلة مرة ثانية، لكني كما قلت لك (مررررة محتارة وعايشة بخوف وقلق) لأن طريقة ارتباطنا شيء جديد علي وغريب ويخوف بنفس الوقت، وأخيرا لدي سؤالان دكتور خالد: هل تتوقع أن طريقتنا صحيحة؟ وهل إذا تزوجته سيثق بي?
أنتظر ردك على أحرّ من الجمر
* الرد:
حياك الله أختي الكريمة.. إن من متع الدنيا أن يعيش الإنسان محبا ومحبوبا؛ فالحب أكسير الحياة وبلسم الجروح، ولا أجرؤ أن أصادر حقك في البحث عن الحب والتقلب بين أعطاف الغرام؛ لذا ابتداء لا بد أن نقر ببشريتك ونعترف بأنوثتك..
* إذن لك الحق في الحب.. ولكن الغاية الجميلة تحتاج إلى وسيلة جميلة.. قد يظمأ البشر ولربما جاعوا ولكنهم ليسوا في عام الرمادة ليعذروا على السرقة وتسلق البيوت!
* غايتك لا تنازَعين عليها، ولكن الطريق الذي سلكتِه مظلمٌ موحشٌ مخيفٌ، بين جنباته أفئدة تئن وأجساد قد نُهشت وأرواح تائهة.. وذئاب غادرة تلبس لبس الحملان..
* تقولين إنه طلب الارتباط منك بعد ثاني مكالمة! هل هناك عاقل وناضج بحسب وصفك له يطلب الارتباط من أي أنثى (وأنا هنا لست أقلل من قدرك ولكن يعطي انطباعا حول شخصية الرجل) من ثاني مكالمة ماسنجر؟!!
* والآن المدة المنتظرة حتى يتقدم هي ستة أشهر!
وبعدها ستعرفين إذا انجلى الغبار أفرسا ركبتِ أم حمارا؟!
والغالب عندي أنه لن يتقدم (بحسب ما سمعنا ومارأينا)!! وأراهن على هذا؛ لذا أنصحك بعدم الانتظار وقطع العلاقة مباشرة ولو كان جادا فليتصل الآن بأخيك ويطلبك، لماذا بعد ستة أشهر؟! وصدقيني وبحسب خبرتي وما سمعت وما قرأت أن أمثال هذا الزواج لن يجلب لك السعادة المتوهمة، ولن يهدي لك ما تتمنين من وهج الحب وعبق الود والإخلاص.. ولم أسمع في يوم أن زيجة تمت بتلك الوسيلة نجحت!
سألتِني سؤالين:
* هل تتوقع أن طريقتنا صح؟
أقول الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.. وما قلتِه صراحة في رسالتك وما يُقرأ خلف سطورك الحائرة فيه إجابة واضحة على سؤالك..
وليس يصح في الأذهان شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل، والبدايات الخاطئة أختي تنتج نهايات خاطئة فانتبهي.. وثقي ثقة تامة بأن هذا الطريق لا يمهد لحياة زوجية ناضجة.
إذا ما الجرح رم على فساد.. تبين فيه تفريط الطبيب
* هل سيثق بي إن تم الزواج؟
نحكم عليها من خلال مسلسل من التجارب السابقة وكلها تقول لن يثق!
وعموما أختي، من القواعد العميقة والمفاهيم المتفشية عند الشباب عموما عدم الاطمئنان والثقة فيمن تقدم نفسها بهذه الطريقة وتكشف عن شخصيتها تحت أي ظرف وكثيرا ما أكرر أن الشباب في جملتهم لديهم قناعات أن من يُتعرف عليها بأمثال تلك الوسائل لا تؤتمن على زوج ولا على أولاد!
أخيرا أختي خلاصة الأمر: اقطعي العلاقة مباشرة وبلا تردد للأسباب السابقة.. كما أنصحك بعدم الإكثار من الجلوس أمام النت، أوجدي لك نوافذ أخرى للترفيه والفائدة كالقراءة أو تعلم مهارة جديدة، وفي حال تقدم صاحب الدين والخلق وبعد الاستخارة اقبلي ولا تترددي.
وفقك الله وهداك لكل خير ورزقك بمن يملأ الدنيا عليك ورودا وودا.