إعداد - وفاء الناصر:
عزيزي الرجل مهما ضقت ذرعاً بالحوارات العاصفة بينك وبينها، ومهما أقنعت نفسك بأن العلة تكمن في حواء وميلها نحو المجادلة بلا كلل ومهما طاب لك أن يؤازرك الآخرون من الرجال فأنت أمام واقع لا مهرب منه: إن تلك الحوارات العاصفة هي جزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية، من دون تلك العواصف التي تهب من وقت لآخر يمكنك التأكد من أن شيئاً ما لا يسير على ما يرام ربما العيب فيك وربما العيب في الطرف الآخر والأكثر احمالاً هو أن العيب في العلاقة نفسها وعليه فأنت المطالب بالإصلاح.
أسوأ البدايات
إن أسوأ بداية هي الانطلاق من سؤال: (من المخطئ ومن المصيب؟).. إن هذه الطريق هي نموذج فعلي للمسالك التي لا تؤدي إلى شيء. هب أنك أنت المصيب وهي المخطئة، ماذا يعني ذلك؟ هل لديك ضمانات بأنك لن تكون المخطئ، ماذا يعني ذلك؟ هل لديك ضمانات بأنك لن تكون المخطئ في المرة المقبلة؟ إن الدور الوحيد للخطأ والصواب في الحياة الزوجية هو أنه يوفر فرصة للتعليم والمراجعة، وهو لن يؤدي هذا الدور إلا إذا كان صاحب الخطأ، هو أول من يكتشف خطأه ويقر به، فهل أنت ممن يكتشفون خطأهم ويعترفون بها؟
من الطبيعي أن يتناقص معدل حدوث العواصف في العلاقة الزوجية. فالزواج يبدأ حاراً، وككل اندلاع يفقد لهيبه الأزرق ليسود الدفء الطبيعي، لكن من غير الطبيعي أن يبدأ الزوجان حياتهما في هدوء ويستمرا في هدوء. أتعرفان الفرق بين الحالين؟ في الأولى يمكن إرجاع الهدوء إلى نضج العلاقات، أما في الثانية، فالتفسير لديكم!
التغير الحتمي بعد الزواج
ربما يبدو الأمر سخيفاً أو مثيراً للضحك، لكنه علاج ناجح مجرب، وكثيراً ما ينصح به خبراء العلاقات الزوجية، حسناء متلهفون لمعرفته؟
فلنتعلمه من الممارسة
أمسك ورقة وقلماً وسجل المزايا الإيجابية في الطرف الآخر، عددها بكل أمانة وستجد أنها أطول من أن تراها العين عندما تكون محكومة بتعقيدات اللحظة. هذه الطريقة هي برسم كل شخص يعتقد أنه قليل الحظ في زواجه أو انه وصل إلى طريق مسدود ونفض يديه من صلاح شريكه الآخر. ثمة تفسير نفسي لذلك: يقول الخبراء إننا مع تقدم الأيام ننسى تلك الأسباب التي تجعلنا مرتبطين عاطفياً، أو من المفترض أن نكون مرتبطين عاطفياً مع الآخر.
وعندما نمسح سطح الذاكرة ونجلو الغبار عن تلك الأسباب لنضعها على الورق.. نقرؤها ثم نعيد قراءتها مراراً، سنكتشف الآخر من جديد، وسنعيد اكتشاف أنفسنا أيضاً. تذكير هام: بعد الزواج شريكك الزوجي ليس الوحيد الذي يتغير ربما تكون قد تغيرت بالدرجة نفسها أو ربما أكثر.
رجل متعدد الأبعاد
زوجك ليس شخصية ثنائية البعد، فلا تظني أنك تعرفينه تمام المعرفة حتى لو أفرطت في تأمل صورته، أو عايشته كزوجة أو ما قبل زوجة ولأنه كائن متعدد الأبعاد فأنت بحاجة إلى التعرف إلى حقيقته المتعددة.
كوني مرة خصماً له في لعبة ذكاء أو على طاولة الورق، كوني مرة نداً له في كرة الطائرة أو نافسيه في أمر من تلك التي اعتاد الاهتمام بها العبي، مرة ضده ومرة معه. كوني مرة زميلة له ومرة صديقة وأخرى شريكة وتارة زوجة، وأحياناً نداً أو خصماً.. دعي علاقتكما تفصح عن ذاتها من خلال فضاءات جديدة فتلك هي الوسيلة لاكتشافه وتلك وسيلة لتغذية علاقتكما بالشحنات التي تحتاج إليها لكي تدوم.
العين بالعين.. والحب بالحب!
ليس بمقدورك الحصول على الحب ما لم تكن جاهزاً لتقديم الحب، الحب لا يؤخذ إلا بالحب والأمر ليس مقايضة، إنما هو على هذا النحول لأن الحب أبعد ما يكون عن الأنانية الحب والأنانية لا يتعايشان، وإن تعايشا فسرعان ما يطرد أحدهما الآخر، الحب عطاء وتضحية، وما سوى ذلك ليس إلا (رتوش) وشذرات من الزينة التي قد نتفق على جماليتها، لكن أحداً لا يستطيع الادعاء بأنها حيوية خذ مثلاًِ اللسان المعسول، فجميل أن يتمتع المرء بالقدرة على التلاعب بكلمات الحب والغزل، لكن إذا اعتبرت أن تلك العبارات هي الدليل الوحيد على وجود الحب، الشرط الرئيس لسلامة العاطفة، فأنت سيدي وأنت سيدتي مخطئان كثيراً.