في وسط عالم غارق حتى أذنيه في كافة أنواع التلوث وبخاصة التلوث البيئي أصبحت الحاجة ملحة إلى تبني إستراتيجية طويلة الأجل لفرض نمط العمارة الخضراء على المدن والتجمعات العمرانية في مجتمعاتنا العربية.
إن فرض نمط العمارة الخضراء يأتي في الوقت الذي أصبحت تسيطر فيه على حياتنا البيئية مجموعة من المظاهر السلبية نجملها على الوجه الآتي:
أولاً: التنافر وعدم التناغم بين الهياكل والطرق العمرانية مثل التفاوت بين ارتفاعات المباني وعلاقاتها بالفراغات والمساحات والمناظر الطبيعية المحيطة والاختلاف الشاذ في الحجم والواجهات والفتحات والألوان الغربية بل والأكثر تلوثاً هو تنافر العلاقات التصميمية في المبنى الواحد.
ثانياً: عدم الاهتمام بتحديد فراغات ومسارات المشاة وفرض الفراغات بعناصر بصرية جميلة (تبليط، نافورات، إضاءة، مظلات، مقاعد، أشجار).
ثالثاً: الفوضوية وعدم الالتزام بالتشريعات والقوانين المنظمة لأعمال البناء والتنظيم واستعمالات الأراضي وبخاصة عند عمل إضافات في المباني أو تغييرات في الواجهات والألوان.
رابعاً: إهمال الأشجار والمناطق الخضراء وصعوبة الوصول إليها وقد تترك لمدة طويلة بدون ري ما يؤدي إلى ذبولها وتساقط أوراقها وفقدان البعد الجمالي للخضرة ورائحة الزهور.
خامساً: تضييق زوايا الرؤية للمصادر الطبيعية الجميلة مثل إقامة منشآت بارتفاعات عالية على ضفاف الأنهار وشواطئ البحار مما يؤدي إلى حجب الرؤية والمتعة البصرية عن المواقع الأخرى وعدم إتاحة السبل السهلة للناس للتمتع بالمياه الطبيعية من أجل زيادة العمق الجمالي لدى الناس بالعلاقة بين المياه الزرقاء والسماء الصافية وألوان الأشجار والنباتات والزهور.
سادساً: الأشكال المتنافرة من حيث الأحجام والألوان والمواد المستخدمة في الإعلانات (بلاستيكية، خشبية، معدنية، نيون.. إلخ) واللصق العشوائي للإعلانات على أي حائط (أبواب المنازل، المحلات، دور العبادة، المباني العامة، إشارات المرور).