شريحة لا بأس بها من شبابنا قطعت خيوط وهم انتظار الوظيفة العليا ذات الكرسي الوثير، وسعت في طلب الرزق؛ فطرقت كل الأبواب؛ فعمل هؤلاء الشباب في مجالات عدة. حملنا سؤالنا إليهم حول مدى رضاهم عما قاموا به، وعن نظرة المجتمع إليهم؛ فكانت إجاباتهم كالتالي:
بين بين
(ف. ص) قال: أعمل في كوفي شوب أثناء الإجازة؛ فأنا طالب جامعي. وعن نظرة المجتمع قال: لقد تغير الحال كثيراً عما كان عليه قبل فترات ليست بالطويلة، ولا أقول إنها قد أصبحت إيجابية لمثل هذه الأعمال، لكنها أصبحت بين بين - إذا صح التعبير -؛ فبينما ينظر إليها البعض على اعتبار أن ممتهنيها قد تحدوا الصعاب واقتحموا عوالم وظيفية جديدة فما زال بعضهم ينظر إليها برؤية مختلفة. بالنسبة لي هي أعمال شريفة، وهذا يكفي ويعطيني ثقة لا أحتاج معها إلى رأي من أي مكان.
نظرات استنكار
(ت. ع. القحطاني) أضاف: أنا مقتنع بامتهاننا هذه الوظائف؛ لذا لا أرى عيباً في أنني أعمل (كاشير)، على الرغم من أني أرى في عيون الكثيرين من الزبائن نظرات الاستنكار، لكن بعضهم سرعان ما يقتنع بوجهة نظري إذا أتيحت لي فرصة مناقشتهم.
فخر
(ع. السبيعي) تحدث: قال أعمل بائع خضار، وهي مهنة - في رأيي - مثلها مثل غيرها من المهن التي سدت أبوابها في وجهي. وأرى أن المجتمع يجب أن يفخر بنا؛ كوننا نكسب من عمل أيدينا، وهو ما أقرأه في نظرات بعض الزبائن، على الرغم من أن بعضهم لا يسخر فقط، وإنما يتضايق عندما يرى سعودياً يمتهن مثل هذه المهن.
عطاء
(أ. هـ) قال: نحن شباب في مرحلة عمرية يكون الإنسان فيها في قمة القدرة على العطاء؛ فلماذا لا نعمل وننتظر فرصة قد لا تأتي أبداً؛ فكثير من العاطلين عن العمل قبعوا في منازلهم في انتظار الوظيفة ذات العائد الكبير، والمريحة في الوقت ذاته، فلم تأتهم في مكانهم. وأنا لا تهمني نظرة الناس كثيراً، وأجدها في أغلب الأحيان سلبية، ولا تقدر العمل.
وعي
(س. ع. الرميحي) بين: أعمل حلاقاً، ولا أرى في هذه المهنة أي ناحية من نواحي النقص، بل إنني أعتبرها فناً قبل أن تكون مهنة، وأدعو أبناء جيلي إلى الالتحاق بمثل هذه الأعمال التي تعينهم على بناء مستقبلهم. ولا أعتقد أن نظرة الناس لنا ما زالت سلبية؛ فلابد أن تختفي مثل هذه النظرات مع الوعي الذي ساد.
نقلة
(ع. المقاطي) قال: أعمل ميكانيكي سيارات، وهي مهنة تحتاج إلى كثير من المهارة، وفي رأيي أننا جميعاً كشباب يجب أن تتغير نظرتنا وأن نلتحق بالمعاهد المهنية؛ لكي نستطيع على الأقل إعالة أنفسنا وتذوق طعم النجاح الذي حرم منه الكثيرون بسبب تعنتهم.
أما عن المجتمع فبحمد الله أجد الكثير من التشجيع من كثيرين من الزبائن.