ذات يوم كان رجل يعيش في منزله وحيداً بعد أن فقد بصره وتوفيت زوجته. لم يكن يعتني بهذا الرجل إلا خادمه حيث كان يقدم له كل ما يحتاجه من خدمات.
وفي صباح أحد الأيام طلب الخادم من صاحبه أن يخرج من غرفته لكي يتمكن من تنظيفها وترتيبها له بشكل جديد كنوع من التغيير.
خرج الرجل من غرفته وعاد إليها بعد أن انتهى الخادم من ترتيبها على أكمل وجه وما أن دخلها حتى قال للخادم: (لقد أعجبتني طريقة ترتيبك للغرفة...إنك تتمتع بذوق رفيع).
اندهش الخادم وقال للرجل: (ولكنك لم تر الغرفة يا سيدي، فكيف رأيت الغرفة بعد الترتيب فضلاً عن أن يعجبك ذوقي).
التفت الكفيف لخادمه وقال: (إنها طريقة تفكير ليس إلا).
قال الخادم: (لا أفهم يا سيدي) فقال له الرجل: (في صباح كل يوم عندما أستيقظ أقرر أن أستمتع بكل ما يصادفني وأن يعجبني كل ما يقدم لي وبهذا أحافظ على سعادتي من خلال الذكريات التي علقت بذهني يوم كنت مبصراً. فأنت عندما أدخلتني الغرفة بعد ترتيبها استرجعت شكل الغرفة عندما تكون مرتبة وأنيقة. هذا كل شيئ).
* هكذا الحياة..
مواقف تتخزن في حساب الذاكرة كما الحساب البنكي، وعندما نحتاج إلى موقف مفرح ما علينا إلا أن نسترجعه من الحساب لنستفيد منه في أيامانا الحزينة.