* إعداد - عبيد الشحادة

تبلغ مساحة اليابان 378000 كيلو متر مربع، وتعادل سدس مساحة المملكة العربية السعودية، وثلث مساحة مصر، وتزيد مساحتها عن مساحة بريطانيا بمقدار مرة ونصف، تشغل الجبال ثلاثة أرباع المساحة. وتغطي ما تبقى منها السهول والوديان.

تتكون اليابان من سلسلة طويلة من الجزر، وتصل المسافة بين أقصاها في الشمال والجنوب إلى 3000 كيلو متر. والأربع جزر الرئيسة هي هوكايدو، وهونشو، وشيكوكو، وكيوشو.

وتحيط باليابان البحار الغنية بالتيارات الدافئة والباردة مما يجعلها غنية بالثروة السمكية. تقع معظم اليابان في المنطقة الشمالية المعتدلة ويسودها طقس موسمي رطب، تهب عليها رياح جنوبية شرقية من المحيط الهادئ أثناء الصيف، ورياح شمالية غربية من قارة أوراسيا في الشتاء.

المناخ

تتميز اليابان بأربعة فصول واضحة المعالم. ولعل أجمل منظرين في اليابان هما منظر تفتح (الساكورا) (زهور الكرز) في الربيع، والألوان الزاهية المبهجة من الأحمر والبرتقالي والأصفر لأوراق الخريف، ويستمتع اليابانيون بهذه الملامح التي تبين تغير الفصول ويتابعون آخر تطوراتها في تقارير جوية مخصصة توضح بالخرائط أماكن ذروة انتشارها، وتمتاز المنطقتان الواقعتان أقصى الشمال وأقصى الجنوب بتباين واسع في المناخ بينهما، ومن الممكن مثلاً في شهر مارس (آذار) الاختيار بين الاستمتاع بحمام شمسي في الجنوب أو التزلج في الشمال، غالباً ما تعاني اليابان من الكوارث الطبيعية الخطيرة مثل الأعاصير والانفجارات البركانية والزلازل.

وعلى الرغم من أن هذه الكوارث يمكن أن تودي بأرواح الكثيرين، كما حدث في زلزال كوبي في يناير (كانون الثاني)1995، إلا أن اليابانيين يحاولون جاهدين تقليل آثارها المدمرة، وتستخدم اليابان أحدث التقنيات لتصميم مبانٍ مقاومة لزلازل ومتابعة مسارات العواصف بمنتهى الدقة.

التاريخ

رغم ما يقال بأن أول إنسان قد سكن الأرخبيل الياباني منذ أكثر من عشرة آلاف سنة فإن أصل اليابانيين الحاليين بقي مجهولاً. والثقافة اليابانية الفريدة في نوعها تبلورت في السنوات اللاحقة وخلالها تأثرت بنفوذ الثقافات الصينية والكورية بعدة أوجه. ولعدة قرون تخللها الحكم الارستقراطي انتهت إلى استلام طبقة المحاربين (الساموراي) السلطة بحلول نهاية القرن الثاني عشر تقريباً. ومع وصول القائد بيري لليابان عام 1853 انتهت فعلياً سياسة الباب المغلق.

المناطق

تتألف اليابان من 47 محافظة، ويمكن تقسيم هذه المحافظات على أساس الخلفية الجغرافية والتاريخية إلى تسع مناطق وهي: هوكايدو وتوهوكو، وكانتو، وتشوبو، وكينكي، وتشوغوكو، وشيكوكو، وكيوشو، وأوكيناوا.

وتتفرد كل منطقة بلهجتها الخاصة وعاداتها وتراثها التقليدي المتميز. على سبيل المثال، تختلف منطقة كانتو التي تشمل طوكيو عن منطقة كانساي التي تضم أوساكا اختلافاً كبيراً في كل شيء بدءاً من مذاق الأطعمة وحتى نوع الفنون التمثيلية التقليدية، ويستمتع الناس بتجربة الاختلاف والمقارنة بينهما.

يبلغ عدد سكان اليابان 127 مليون نسمة. ويعد هذا تاسع أكبر تعداد سكان في العالم. ويتسبب كبر عدد السكان بالمقارنة مع المساحة بكثافة سكانية عالية جداً تصل إلى 342 شخصاً كل كيلو متر مربع. ويفوق هذا الرقم بكثير معدلات الولايات المتحدة (29) وفرنسا (107). ويكافئ تقريبا معدل بلجيكا (333).

تحتل المناطق الجبلية ما يزيد عن 70% من أرض اليابان، وتتركز المدن الكبرى في السهول المتبقية التي تشكل أقل من 30% من المساحة. أما المدن التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة فهي: مدينة سابورو في هوكايدو، مدينة سنداي في منطقة توهوكو، مدن سايتاما وطوكيو ويوكوهاما وكاواساكي في منطقة كانتو، مدينة ناغويا في منطقة تشوبو، مدن أوساكا وكيوتو وكوبي في منطقة كينكي. مدينة هيروشيما في منطقة تشوغوكو ومدن فوكؤوكا وكيتاكيوشو في منطقة كيوشو. تعد العاصمة طوكيو لا شك المدينة الأهم في اليابان، وتقوم المدن الأخرى بدور المحاور السياسية والاقتصادية والثقافية في مناطقها.