أسئلة كثيرة تدور حول الثروة الكبيرة التي رزق بها رجل الأعمال الشيخ سليمان الراجحي، وفيما إذا كان قد ورثها عن آبائه وأجداده ولكن الحقيقة أن هذه الثروة كان رأسمالها الحقيقي العصامية والجلد والصبر التي هي من أهم أدوات الاقتصادي الناجح كما يقول الراجحي.
ويضيف أن مرحلة البداية كانت طويلة وشاقة، فالراجحي باع صفائح الغاز وحملها على رأسه طوال اليوم عام 1360هـ ثم امتهن حرفة الطباخة في حائل وباع البطيخ وطيارات الورق للأطفال بعد أن صنعها بنفسه ثم عمل في دكان والده في الرياض، وتولى بعد ذلك الإشراف على العمال في بديع نخل الأمير مساعد بن عبد الرحمن حيث كان أخوه صالح يبني بيتا من الطين، وبعدها اشتغل عند محمد بن سلمة ينقل الراتب لقصر الملك عبد العزيز، ثم عمل مع محمد بن سلمة لمدة شهر بريال ثم اشتغل عند المرشد في خرف النخل بستة ريالات، ثم كلف الملك عبد العزيز لجنة وأعطاها أربعين ألف ريال لبناء مسجد واختاروا للمسجد رمادين لجلب في زنابيل الخوص واشتغل الراجحي معهم رمادا براتب عشرة ريالات وكان الحريم لا تعطيه الرماد الا بعد كنس المطبخ وكان عمره آنذاك 13 سنة ثم اشتغل طباخا في أحد القصور براتب ستين ريالا في الشهر، وأشار الراجحي أيضا إلى أنه قبل كل ذلك كان يمارس تجارة القرطاسية في المدرسة بالنهار وبالليل يشتغل حمالا في المقبرة بالرياض، وكان يحمل في الحملة الوحدة بنصف قرش، وكان يلقط الجلة (روث الإبل) ويجمعه للاستفادة منه ويبعيه، كما كان يركض خلف البعارين ويسابق غيره لكي يجمع روثها الذي يستخدم في المطبخ والتدفئة.
وذكر الراجحي بأنه قد أدخل مرة يده في مؤخرة البعير لاستخراج (الدمن) لبيعه، ثم فتح دكانا في شارع السويلم ووفق فيه وجمع منه 1500 ريال وكانت ثروة كبيرة بمقاييس ذلك الزمان، ولم يتجاوز عمره 15 عاما. وبعد هذا المشوار الطويل من الصبر والجد والعمل في عمر الشيخ سليمان الراجحي، فإنه أضحى ضمن قائمة المليارديرات العرب حسب المسح الذي أجرته مجلة (فوربس) الأمريكية عن أغنياء العالم.