لسوءالحظ لا يفهم الأطفال في سن 4-5 سنوات معنى الخطر، وهذا يفسر من وجهة نظر الأطباء كثرة إصابتهم بالحوادث في هذه السن، حيث تشير البحوث إلى أن 42% من الأولاد و 27% من البنات في سن 3-5 سنوات يصابون بالكسور. ويعتقد الخبراء أن إقدام الطفل على القيام ببعض المجازفات ذات المخاطر المحدودة كأن يجرب القفز من فوق جدار منخفض الارتفاع ربما يكون مفيدا لأنها تعلمهم حدود قدراتهم ولكن على الآباء أن يستمروا في توعية الأطفال تجاه المخاطر وعدم الاكتفاء بالتحذير لمرة واحدة لأن الأطفال في هذه السن كثيرو النسيان فمثلاً إذا أبدى الطفل عناداً أو تحدياً لتحذيرات أبويه يمكن لهما أن يلجأ إلى أسلوب التحذير والتهديد، كأن يهددانه بأنهما لن يسمحا له بالخروج للعب بالدراجة في الحديقة إذا بقي مصراً على عدم ارتداء الخوذة وعدم الانتباه لنفسه أثناء القيادة.
كما يحتاج الطفل في هذه السن إلى معرفة أماكن ومناطق الخطر وأيضاً الحركات أو الأفعال التي قد تترتب عليها إصابته بالضرر. فمثلاً يجب أن يعرف أنه ممنوع أن يلعب بمفاتيح الكهرباء أو يحاول اكتشافها، وأن القفز من أماكن عالية قد يعرضه لكسر ساقه أو ذراعه وفي الحقيقة لا يحب الطفل في هذه السن عبارة (أنت لا تزال صغيراً على ذلك) وهي العبارة التي تقولها كل أم تقريباً كلما أراد طفلها الصغير أن يقوم بأحد الأنشطة التي لا تناسبه أو التي فيها خطر عليه، وتزداد كراهية الطفل لهذه العبارة إذا كان لديه أشقاء وشقيقات أكبر منه سناً لأنه يراهم يستمتعون بممارسة وأداء الأنشطة المحظورة عليه، ويبقى الحل الوحيد المتاح أمام الأهل هو توجيهه إلى الأنشطة التي تتناسب مع سنه والتي تحقق له نفس القدر من المتعة.