من الملاحظ أن قابلية الأطفال في هذه الأيام للكسل والتراخي تزداد يوماً بعد يوم فالأغلبية منهم يتوزع وقتهم بين الجلوس أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر وممارسة ألعاب الفيديو والقليل منهم يهتم بالخروج لركوب الدراجة أو لعب كرة القدم مع رفاقهم، وبالطبع هذا الأسلوب له انعكاس خطير على صحة أبدانهم، فالطفل يحتاج إلى ممارسة الرياضة بصفة منتظمة ليبني عظاماً وعضلات قوية. ولكي لا يواجه الأرق عند حلول الليل ويبقى متيقظاً ونشطاً طوال النهار ويضاف إلى ذلك أن اعتياد الطفل على ممارسة الرياضة منذ صغره يساعده على تخطي مرحلة المراهقة وما يصاحبها من تغيرات في مستوى الهرمونات يكون تأثيرها سيئاً إذا كان جسمه هزيلاً وصحته ضعيفة وعندما يدور الحديث حول ممارسة الرياضة نجد أنفسنا نتجه إلى طرح مشكلة البدانة، التي يزداد انتشارها بين الأطفال بشكل كبير، ولا يخفى علينا ما يترتب عليها من أمراض أخطرها داء السكري من النوع الثاني.
نصائح جوهرية
ولكن في رأي الخبراء يستطيع الآباء أن ينقذوا أبناءهم من هذه المخاطر بتعويدهم منذ الصغر على اتباع أسلوب حياة صحي وباعتقادهم في مقدور الآباء أن يفعلوا الكثير بهذا الخصوص فمثلاً يمكنهم أن يحددوا يوماً في الأسبوع تذهب فيه العائلة إلى النادي لممارسة الرياضة. كما يتوجب عليهم أن لا يتركوا الحرية لأبنائهم للجلوس أمام شاشات التلفاز أو الكمبيوتر على هواهم، يكفيهم ساعتان في اليوم وليس أكثر من ذلك، لقد تبين أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من خمس ساعات في اليوم عرضة للإصابة بالسمنة بمقدار ثمانية أضعاف الأطفال الذين تقتصر مشاهدتهم للتلفزيون على ساعة أو ساعتين في اليوم.
وليس بالضرورة أن تكون ممارسة الرياضة هي البديل الوحيد للجلوس أمام التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو، بل هناك أنشطة كثيرة يمكن أن يمارسها الطفل، شريطة أن يختارها بنفسه لا أن تفرض عليه، فمثلاً الطفل الذي يبدي اهتماماً بالرسم يجوز تشجيعه على الخروج إلى الحدائق لممارسة الرسم هناك، والذي يهوى القراءة لا مانع في السماح له بقيادة الدراجة والذهاب بصفة يومية إلى المكتبة المجاورة، المهم أن يخرج الطفل من البيت ويتحرك قليلاً لا أن يبقى ساكناً في مكانه طوال اليوم، وهناك نصيحة أخيرة يعتقد الخبراء أنها جوهرية، تتمثل في تشجيع الأبناء على المساعدة في أعمال المنزل، ويستطيع أن يبدأ كل طفل بغرفته وأغراضه واعتيادهم على القيام بمثل هذه المهام ولو مرة واحدة في الأسبوع سيكون مفيداً لهم إذ يجب أن يعتاد الطفل على أن يخدم نفسه بنفسه، لا يصح أن نحضر له كل ما يحتاجه من مأكل ومشرب وهو قابع في مكانه، وعليه أيضاً أن يساعد في أعمال التسوق ويشارك في الأعمال والأنشطة الخيرية، كل هذه الأنشطة تساهم في تنشيط جسمه وعقله فينشأ سليماً معافى.