يزخر تاريخنا العاطر وتراثنا المشرف بجملة من المواقف والأحداث الجديرة بالتأمل واستنباط العبر منها والفوائد {مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى} ومن تلك المشاهد العظيمة والمواقف المشرقة، موقف هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وتلك بعض الإشرافات المستنبطة من مشهد الهجرة العظيم:
_ اختيار الوقت المناسب لإبلاغ أبي بكر أمر الهجرة وقد كان ذلك وقت الظهيرة وهي ساعة حيث تقل الحركة ويندر الرقيب وبهذا يأمن رصد الكفار لهما.
_ اختيار الوقت المناسب للخروج إلى الغار حيث غادر عليه الصلاة والسلام ليلاً بيته من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته زيادة في الاحتياط.
_ حدّد النبي صلى الله عليه وسلم مرافقه ومن سيحل محله تمويهاً ثم من يؤدي ما عنده من أمانات يا للروعة يطاردونه ويؤذنونه ويحرص كل الحرص على رد أموالهم.
_ أكمل أبو بكر رضي الله عنه مسيرة التخطيط بشراء الراحلتين والعناية الفائقة بهما في وقت مبكر.
_ رسم دور محدد لكل المشاركين، فأسماء تحضر الزاد وغلام أبي بكر يأتي بالأخبار ويمحو الآثار والدليل قد اتفق معه في وقت محدد بعد مراحل العملية التي تبتدئ بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته إلى بيت أبي بكر ومنه إلى غار ثور لثلاثة أيام.
_ والمتأمل في طريق الهجرة يلاحظ أنه كان أقرب وأقصر الطرق المؤدية إلى المدينة ولم يكن من الطرق التي كانت تسلك عادة.
_ اختيار الدليل الكفء متمثلاً في شخص عبد الله بن أريقط وإسناد تلك المهمة الخطيرة لرجل مشرك بالرغم من الإغراءات المادية المغرية.
