إعداد - عصام عبد الحميد:
لم يتفق المشاركون في قضية المنتدى الهاتفي هذا الأسبوع على رأي واحد، فالبعض يرى ان زوجة الاب مهما فعلت ستظل (شريرة) لا تعرف الخير، بينما رأى آخرون من المشاركين في المنتدى ان زوجة الاب انسانة عادية قد تكون خيرة وقد تكون غير ذلك، والموضوع برمته لا يمكن تعميمه أو إطلاق أحكام مطلقة فيه لأنه يتعلق بحالات انسانية وبظروف تختلف من شخص لآخر.
وفي النهاية زوجة الأب ليست ملاكا على الدوام كما انها ليست سيئة باستمرار. إن الحياة تذخر بالكثير من الحالات الإيجابية لزوجات قدمن تضحيات كثيرة لأبناء أزواجهن برضا وطيبة نفس ولكن الصورة السلبية بقيت هي الطاغية وهذا ما يدعو الى اعادة التفكير والتخطيط لرسم صورة جديدة لزوجة الأب بما يتناسب مع طبيعتها وحقيقتها دون تضخيم أو مبالغة، وهذه مسؤولية تقع على الجميع أفرادا وأسرا ووسائل اعلام واتصال، ورغم ان التغيير قد يتطلب فترة طويلة إلا أن المحاولة مطلوبة ويجب أن تبدأ وبمشاركة جماعية.
ليست سلبية
( عمرو بن إبراهيم العمرو: أمور كثيرة ومعانٍ متعددة غرست في عقول الكثيرين وفي نفوسهم وباتوا يطلقون على هذه المرأة ألقابا متعددة وصفات سلبية لا تتحقق على الدوام، وتصورها بالشكل المظلم والمأساوي.
ولكن هذه المرأة قد تكون اما أخرى وزوجة حنون ثانية وقد تكون أما أولى في بعض الاحيان وهي ام ربما لم تلد هؤلاء الأولاد لكنها أم بكل ما تحمله كلمة الأمومة من معنى، فلا يحق لنا حقيقة ان نأخذ الأمر بشكل واحد لا يتغير بل يجب ان نقيس الأمور بقدرها وبما تستحق فنقول: أولا إن الانقلاب حقيقة هو بمعنين، فيجب علينا ان نحاول ان نتفاهم ونتصالح مع أنفسنا قبل ان نحكم على دخول اطراف جديدة في الأسرة بسبب التفكير السوداوي والنظرة غير المنصفة لهذه المرأة فالواجب على الزوج أن يختار زوجة أخرى تتسم بالدين والخلق، ولعلي انصح هنا الزوجة بان تدخل الحياة بروح الأم بما انها تعرف ملابسات هذه الحياة والتي وافقت عليها وان هذا الشخص لديه ابناء وتعاملهم معاملة حسنة، وأهمس في الختام في أذن الابناء واقول لهم ايها الأبناء اعلموا ان كل نفس بشرية تحب وتكره وإذا اعتبرتم هذه الزوجة أما لكم فإنها سوف تشارككم بالود والسعادة، داعيا للجميع التوفيق.
النية الحسنة
(عبده بن أحمد الجعفري: زوجة الأب امرأة مثلها مثل أي امرأة كتب الله عز وجل لها ان تكون بهذا الموقع وليست كل امرأة تتزوج برجل لديه ابناء من زوجة اخرى سوف يكون قدومها لهذه الاسرة قدوم شر لا والله، فإذا أراد الأب أن يتزوج فعليه بصاحبة الدين، وهناك قصص عظيمة تبين لنا أن الاعلام والفضائيات والمسلسلات جعلت من زوجة الأب حيوانا مفترسا وان قلبها خبيث وانه ليس عندها إلا ان تزيح أولاد زوجها عن طريقها، فليس كل زوجة أب لديها هذا المنظار وان الإنسان إذا اتقى الله ربه يرحمه. وهذه الزوجة عندما تزوجت الرجل تعلم ان لديه أبناء، وعلى الأب أن يكون مع زوجته رحيما رؤوفا عطوفا وليس له ان يكون اسدا كاسرا يهين هذه المرأة ويفضل اولاده عليها ولا يعطيها شيئا وهذا حاصل عند كثير من الناس فتجد بعض الآباء يتزوج المرأة ويجعلها خادمة في بيته ولا يفكر فيها وهذا عين الظلم، فالرحمة واجبة ولها مردود إيجابي طيب خاصة بين الأب وزوجته التي دخل بها على هؤلاء الأولاد، كذلك على الأولاد أن يهتموا بهذه المرأة وعليهم أن يكسبوا ودها، أسأل الله أن يوفقنا لكل خير.
مسؤولية الأب
(عبدالله العلي: بالنسبة لزوجة الأب وتصرفاتها وعلاقاتها مع الأبناء أعتقد أن الأب هو الذي يتحكم بهذه العلاقة وطبيعتها، فإذا كان الأب صالحا فإنها سوف تكون صالحة وإذا كان الأب يقوم بالتفرقة بين الأبناء فإن زوجة الأب سوف تتربى على أخلاقه وستكون مرآة تعكس أخلاق الأب؛ فصلاح زوجة الأب من عدمه يرجع الى الأب نفسه وعليه أدعو كل أب يتزوج بعد وفاة زوجته أن يحسن الاختيار وأن يحكم العقل في تصرفاته وعلاقاته بحيث تكون هذه الزوجة أما ثانية لأبنائه ترحمهم وتعطف عليهم.
التفرقة السبب
(علي عبدالله: الموضوع يتعلق بالزوج وليس بالزوجة فإذا كان الزوج عادلا ومنصفا وصالحا فإن زوجته تكون كذلك أما إذا كان الزوج يمارس التفرقة بين الأولاد فزوجة الأب ستكون بطبيعة الحال مثله وقد تكون أسوء منه ولذلك أرجو أن لا نحمل على زوجة الأب ونضع المسؤولية عليها كاملة في هذا الامر وننظر للامر بشكل عادل مع عدم اهمال وجود حالات سلبية اعتبرها فردية.
نظرة خاطئة
(مها دخيل: نظرة المجتمع لزوجة الأب سلبية على الاغلب، وهي نظرة قساوة وعداوة، وفي الحقيقة تكون زوجة الأب هي الأم وهي الصديقة خاصة للبنات وهي قريبة لهن وتعوضهن فقدان الأم، إذا كانت الأم مطلقة أو متوفاة. أعتقد أن نظرة المجتمع خاطئة جدا لزوجة الأب لأنها إنسانة ووجود سلبيات لا يعني الجميع، فهناك الطيبات اللاتي يعوضن الإنسان فقدان الأم.
وكم من حالات انسانية كثيرة سمعنا بها عن زوجات آباء كن أمهات حقيقيات لأبناء ازواجهن يحرصن عليهم ويتابعونهم بكل اهتمام وود وحب وإخلاص، وكم من أبناء نجحوا بتوفيق من الله ثم بدعم ورعاية زوجات الآباء الذين لم يبخلوا بالنصح أو الإرشاد بعكس كل الصور السلبية التي تقال عنهن.
الأصل التربية
(يزيد عبدالرحمن: بصراحة الأم هي التي تتحمل المسؤولية في هذه القضية فهي إن عملت على تربية ابنتها بشكل جيد وزرعت فيها الطيبة فستكون هذه البنت في المستقبل مثل أمها طيبة وينعكس ذلك في التعامل اليومي بمختلف الظروف الحياتية.
مؤدبة أو عنيدة
(محمد خالد عبدالرحمن الحصان - بريدة: بالنسبة لزوجة الأب هي مثلها مثل أي امرأة أخرى فهي احدى اثنتين؛ إما أن تكون مؤدبة ومحترمة ومقدرة لزوجها وهذا (نادر جدا) والاحترام والتقدير للزوجة الأخرى قد يكون نادرا جدا، وإما ان تكون زوجة عنيدة لا تحب أبناء زوجته الأولى ففي هذه الحالة تكثر حالات الطلاق والخلاف والاساءة ولكن يرجع الأمر في النهاية للأب، وإذا كان عادلا وحازما فيسير أموره كما يريد وان كان عكس ذلك يحصل ما لا يحمد عقباه والله أعلم.
الإعلام مسؤول
(مصطفى الحسن: أحمل وسائل الإعلام المسؤولية الكاملة في رسم وترسيخ الصورة السلبية لزوجة الاب، فهي غالبا ما تقدمها وخاصة في المسلسلات بشكل سلبي وبصورة شريرة منتقمة همها الأول ايذاء ابناء الزوج وتعذيبهم. وفي الحقيقة يجب ان تتوقف هذه الوسائل عن تقديم هذه الزوجة بهذا الشكل ولابد من الالتفات الى تقديمها بشكل إيجابي مع عدم إهمال الحالات السلبية ولكن دون تضخميها أو إبرازها بشكل مبالغ فيه.
البيئة السليمة
(خالدة المحمد: أرى أن المرأة المؤمنة التي تربت في بيئة إسلامية صحيحة لن تقدم على إيذاء أبناء زوجها لأنها تخاف الله قبل أن تخاف الزوج، وستمارس دورها في التربية والرعاية بصدق واخلاص وأمانة لأنها نشأت في هذه البيئة السليمة التي تحض على مكارم الأخلاق، ولن تقدم على أي فعل يتعارض مع ذلك.