في غرفة الاجتماعات قرر الشركاء الأربعة ترك جوالاتهم بعيداً عنهم لكي لا ينشغلوا عن أعمالهم. ظلت الجولات ترن بين الحين والآخر دون أن يعيروها اهتماما. ولكن جوالاً واحداً ظل يرن بلا انقطاع وبشكل مزعج إلى أن اضطر أحدهم للقيام من مكانه والرد على المكالمة. كان صوت نسائي على الطرف الآخر للمكالمة وعلى ما يبدو أنها إحدى زوجات الشركاء الأربعة ودارت هذه المحادثة:
- المرأة: عزيزي هل ما زلت في الشركة؟
- الرجل: نعم
- المرأة: لم أرد أن أزعجك ولكني أتمشى في السوق ورأيت معطفاً رائعاً فقط بخمسة آلاف، هل يمكن أن أشتريه؟
- الرجل: إذا كان يعجبك يا عزيزتي فلا بأس.
- المرأة: أشكرك كثيراً. (وقبل أن يغلق الرجل الخط) بالمناسبة مررت في طريقي على معرض السيارات ووجدت موديلات العام الجديد معروضة وأنت تعرف أنني أرغب في تجديد سيارتي التي اشتريتها العام الماضي. فدخلت واتفقت مع البائع على سعر ممتاز فهل تسمح لي بالتعاقد على شراء السيارة؟
- الرجل: وكم سعر السيارة؟
- المرأة: 100.000 فقط.
- الرجل: حسنٌ. إذا كانت السيارة تعجبك.
- المرأة: تذكرت أمراً آخر. هل تذكر ذلك البيت الذي شاهدناه العام الماضي وكان يعجبك كثيراً؟ لقد عرضه صاحبه للبيع. أعتقد أنها فرصة للحصول على منزل الأحلام.
- الرجل: وكم سعر المنزل؟
- المرأة: 450.000 فقط. هل تتخيل؟
- الرجل: حسنٌ. إنها فرصة بالفعل. ولكن حاولي تخفيض المبلغ.
- المرأة: سأحاول، لا تقلق. ولكن للمعلومية سأشتري كل ذلك ببطاقة الائتمان الخاصة بك.
- الرجل: لا بأس.
أنهى الرجل المكالمة عند هذا الحد. وقبل أن يضع الجوال على الطاولة ويعود لرفاقه على طاولة الاجتماعات سألهم: (من صاحب هذا الجوال؟).
