دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تعليم أبنائنا الرياضات البدنية التي تقوي الجسم وتمنحه الحيوية والنشاط، كما حثنا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ضرورة ممارسة أبنائنا الرياضة من خلال مقولته الشهيرة (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل) وقد اخترت أن أتحدث اليوم خصيصاً عن رياضة السباحة تزامناً مع حلول فصل الصيف ونبدأ بتقرير نشرته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت فيه الآباء بعدم التعجل بتعليم أبنائهم السباحة حتى يكملوا سن أربعة أعوام نظراً لنمو قدرتهم العقلية في هذه السن بقدر يكفي لاستيعاب المهارات الخاصة بالسباحة على أن يتم ذلك من خلال الالتحاق بدورات خاصة على أيدي مدربين متخصصين وقبل ذلك تتم تهيئتهم من خلال السماح لهم بالجلوس على الشواطئ واللهو بالكرات وبناء المنازل من الرمل وغيرها من الأنشطة التي يستمتع بها الأطفال على البحر وفي رأي اختصاصي التربية نستطيع أن نمنح الطفل فرصة الاستمتاع بالسباحة ابتداءً من سن ستة أشهر، من خلال النزول به محمولاً بين الذراعين إلى أماكن آمنة في البحر وأحواض السباحة مع ضرورة الانتباه إلى عدم الغوص حتى لا يبتلع الطفل كميات كبيرة من الماء ويتعرض لخطر الاختناق أو الغثيان ويشير الخبراء إلى أنه من المتوقع أن يواجه الآباء إلحاحاً من أبنائهم في سن الثانية والثالثة لترك الواحد منهم يسبح بمفرده فمن كثرة اعتيادهم وتعلقهم بالبحر والسباحة قد يشعر الأطفال في هذه السن بثقة كبيرة في قدرتهم على السباحة وهو الأمر الذي يحظر علينا الاستسلام له ولو لدقيقة واحدة إذ ليس آمناً أن نتركهم يسبحون بمفردهم في هذه السن دون إشراف ومراقبة كما تجدر الإشارة إلى أن أغلب الآباء يفضلون عادة حمامات السباحة، باعتبارها أكثر أماناً من البحر لكن الأطباء يؤكدون أن هناك بعض المحاذير التي تجب مراعاتها فعملية تطهير حمامات السباحة بالمواد الكيميائية مثل مادة (الكلور) من الممكن أن تسبب أضراراً للأطفال، خاصة أولئك الذين يعانون من حساسية الجلد والربو الشعبي.