يستغرق الأطفال وقتاً طويلاً في الانتظام في العادات والواجبات وأثناء ذلك نشهد منهم الكثير من التبدل والتحول، وربما تكون الأمهات هن أكثر من يعاني من ذلك فمثلاً قد يبدي الطفل اليوم حماسة شديدة تجاه التعاون والاعتماد على نفسه، كأن يجمع ألعابه بعد الانتهاء من اللعب وينظف أسنانه بالفرشاة قبيل الذهاب إلى النوم، ويبدو ودوداً مطيعاً لكنه يتحول في اليوم التالي إلى طفل عنيد وغير متعاون.
فيبدو ذلك اليوم في نظرالأم وكأنه حلم جميل رأته في منامها لكن الخبراء لا ينظرون إلى هذا التبدل على هذا النحو فالتباين في السلوك لدى الأطفال خاصة في سن 2-3 سنوات متوقع وطبيعي ففي هذه السن يشعر الأطفال بالتمزق بين رغبتهم بالاعتماد على أنفسهم وبين حاجتهم إلى المساعدة من الآخرين وتصعب عليهم الموازنة بين الرغبتين ورغم تطور قدراتهم الإدراكية واكتسابهم مهارات جديدة ومتنوعة وإدراكهم أنهم باتوا قادرين على عمل الكثير من الأشياء بمفردهم ورغم شعورهم أيضاً بالاثارة تجاه التحول إلى الاستقلال والاعتماد على أنفسهم إلا أن الخوف لا يزال يكبلهم ويحول دون تقدمهم وهنا يأتي دور الأهل في إيجاد طرق مسلية تعلم الأبناء المهارات الجديدة بحيث يشعرون بأنها سهلة وغير معقدة وتجنب المعارك والشجار عند تعليمهم أي مهارة لأنهم يركزون حينها على الشجار ويغفلون عن المهارة مع ضرورة التحلي بالصبر وتجنب التسرع في الحكم على قدرة أبنائهم على الاستيعاب كأن يسارعوا إلى اتهامهم علانية بالتخلف أو سوء الفهم مثل هذا التوبيخ من شأنه أن يحبطهم ويفقدهم الرغبة في التعلم ويقترح الخبراء أسلوب التعليم الجماعي لأن وجود الطفل مع أطفال في مثل سنه يحثه على المنافسة وبالتالي سيبذل جهداً مضاعفاً للاستيعاب والتعليم.