لو كان بمقدورنا أن نضُمّ إلى مواد هذا الكتاب، مجموعة « موت على الماء» التي أصدرها عبد العزيز مشري في عام 1979م، لانفتح الباب واسعاً أمام القارئ لمعايشة متعة الإطلالة الشاملة على مرحلة عنفوان البدايات المتألقة في حياة إبداع كاتبنا، والتي حفلت باشتغالاته في حقول متعددة ومتزامنة ومتقاطعة أيضاً: ما بين الرسم بالكلمات، والتشكيل بالريشة، والعزف بالجملة الشعرية.
لم يكن مفاجئاً لي تماما أن يرسل لي الشاعر علي الدميني ديوان شعرٍ لعبد العزيز المشري، الذي عُرِفَ خلال حياته القصيرة المفعمة محليا وعربيا وعالميا، ككاتب قصة وكرائد روائي، وكمشاغب عنيد وعتيد بكتابات الرأي، ولكنني مع ذلك لم أسلَم من رضوض ونشوة الدهشة حين قرأت الديوان. فذلك هو عبدالعزيز المشري بتشظي روحه وجبروت جسده.
ربما تكون أولى صفات أي مبدع حق أن يتميز صوته الخاص بحيث لا يكون صدى لأحد بل يؤكد نفسه وبصمته الفنية المتميزة الأصيلة فينتج فنَّاً أصيلاَ نبع من روحه المبدعة المتفردة. إنَّ هذه الصفة هي أول ما يخطر على بال القارئ الجيد لمجموعة القصائد النثرية والرسومات والأعمال الفنية التشكيلية للفنان الشامل والأديب المبدع عبد العزيز مشري.
صوت فني مبدع متفرد تلمسه وأنت تتابع قصائده.. وما أكثر ما قرأت من
...>>>...