الثقافية - سعيد الدحيه الزهراني

شكلت المكتبة الشخصية ميزة وهوية خلاّقة ومتفردة ضمن إطار الوعي والتنوير الفردي أو الأسري عبر وجودها كملمح ثابت وأصيل تنمو الأسرة عقلاً وروحاً وجسداً على نكهات أحبار كتبها وأوراقها وأوعيتها عامة.. وعلى الرغم من أن المكتبات الشخصية يمتلكها أفراد فقد أدى بعضها دورا مهما في إثراء الحياة الثقافية والفنية والفكرية لأصحابها والمحيطين بهم.. فثقفت كثيرا منهم ثقافة ذاتية منظمة جعلتهم في مصاف المتخصصين.. فالمكتبة الشخصية وفق وكيبيديا تعتبر من أهم أنواع المكتبات لأن وجودها في المنزل يخلق جوا ثقافيا لأفراد المنزل كما تعمل على غرس حب القراءة لدى أفراد المنزل.. ويتمثل الجانب الأبرز في تلك المكانة العميقة التي تتكون لدى أصحاب المكتبات الشخصية تجاهها منذ أن تشكل بناء محتواها كتاباً كتاباً ومصدراً مصدراً.. وما صاحب كل تلك الذكرى الحميمة من طقوس وحالات وربما حيوات امتدت على خارطة مسارح شخوص وأحداث رواياتها وقصصها.. فضلاً عن بنية المخزون الفكري والمعرفي الذي تشكل لدى أصحاب المكتبات الخاصة وأفراد أسرهم وأصدقائهم.. لكن وبعد أن عمت الأوعية الإلكترونية ووسائطها فائقة التطبيقات.. ونما بناء على ذلك جيل شبكي يتعاطى إلكترونياً في مختلف شؤون حياته.. تراجع دور المكتبات الشخصية أو الخاصة (المكتبات المنزلية) حتى أنها أصبحت عبئاً ثقيلاً على أصحابها خصوصاً عندما بدأت المكتبات العامة والمدارس في رفض تبرعات الكتب.. ولعل معارض الكتب الخيرية أحد أشكال تراجع الإقبال على الكتاب عامة بل ومحاولة التخلص منها عبر أي منفذ متاح.. ويبقى حنين التكون في أعماق الروح لدى أصحاب المكتبات المنزلية.. بعد أن وجودا أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مرٌ زعاف؛ إما إتلافها عبر شركات تدوير الورق وربما يكون هذا من خلال بيعها بالجملة في أحد أسواق الخردوات.. أو الصبر على ما يجدون من مضايقات أفراد الأسرة وعدم إقبالهم عليها.. حيث يرى متخصصون ضرورة الإسراع إلى تحويلها إلكترونياً (PDF) لأن مصيرها حتماً إلى الإتلاف!!