فن النحت المرتبط بالتعامل مع الكتلة، صغيرة كانت أو كبيرة، خشبا أو حجارة ارتبط بالإنسان منذ الأزل وجاء ذكره في القرآن بقوله تعالى {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ} (82) سورة الحجر. إشارة على فترة زمنية قبل الحضارة وأساليب البناء حيث لجأ الإنسان إلى الجبال، أقرب كتلة تتناسب مع هدفه، وهو السكن، فنحت الجبال وشكلها بما يتوافق مع متطلبات بقائه، اتقاء للعدو.. إنسان مثله، أو من الحيوانات أو عوامل الطبيعة.. من رياح وبرد وحرارة شمس.
إذا فالنحت له في كل زمان ومكان قيمة وأهمية كما يشاهد من أساليب توظيفه في مختلف الحضارات اليونانية والرومانية إلى آخر المنظومة نشاهد بقايا إبداعات تلك الحضارات في مدائن صالح وفي تدمر ومدينة جرش أو في أجمل المعالم في لبنان في بعلبك أو في المباني العصرية في أوروبا وصولا إلى ما يرى من تكسيات شملت المباني الحديثة مع ما يضاف فيها من حفر غائر وبارز بالتبسيط والتلميح...
أما الإبداع الإنساني في مجال النحت فقد أصبح جزءاً من سبل التعبير وازدانت به الميادين في مختلف دول العالم من عصر النهضة بما اشتمل عليه من دقة في تفاصيل الجسد الإنساني وما حققه النحاتين منهم (رفائيلو) من قدرة على إبراز تكسيرات القماش بليونة وطراوة رخم قساوة الرخام.
ولم يتوقف النحت عند هذا الحد بل واصل حضوره الحضاري في القرن العشرين مع كثير من النحاتين من أبرزهم الإنجليزي هنري مور وتشكيله للكتلة عبر الإيحاء للمعنى أكثر منه دراسة للتفاصيل فخرج بأعمال ملأ الدنيا بها صيتا وشهرة.
سمبوزيون النحت في الدوادمي
هذه التلميحة أو المقبلات المختصرة المعتمدة على الإضاءة أكثر منها بحثا أو دراسة هدفنا منها الوصول إلى أهم حدث تشكيلي على الساحة المحلية، في الوقت الذي أصبحت فيه المعارض التشكيلية (اللوحة زيتية كانت أو مائية أو وسائط) من المعارض المتكررة والمعتادة.
السمبوزيون للنحت وفي الدوادمي نقلة نوعية ومبادرة رائعة من أطراف عدة، الأول وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية والثاني في أحد أبناء الوطن الفنان علي الطخيس الذي حمل الفكرة وتحمل جزءاً من تهيئة الظروف لنجاح هذا الحدث الجميل، أما الطرف الأكثر تأثيراً وتحقيقاً فهم الفنانون الذين قبلوا الدعوة وفرغوا أنفسهم من أعمالهم رغم صعوبة مثل هذا الأمر وحضورهم إلى الدوادمي رغم تباعد المسافات... اليوم نترك للصور مساحتها للتعبير عن الحدث مقدمين الشكر للمصور المبدع حسام الطخيس الذي يرصد كل صغيرة وكبيرة في السمبوزيوم ويوثقها على موقع الفعاليات التالي (http://www.facebook. com/groups/272373446188518)
monif@hotmail.com