جئْتُ إليكِ ياحبيبتي لأهْزِمَ الّليلَ وأزْرعَ النّهارْ
أشُقُّ في جَبينِ الصّبْحِ نُورَهُ وبارِقَ الإسْفارْ
وأسْحَبَ الشّموسَ مِنْ غَياهِبِ المَدارْ
وأُشْعِلَ الإيمانَ في النّفوسِ بَعْدَ أنْ جَلَّلَها العِثارْ
جِئْتُ على جَناحِ غَيْمةٍ تَعِلُّ مَيِّتَ الدِّيارْ
تَهْتَزُّ مِنْ صَيّبِها البيدُ وتُمْرِعُ الفَيافي والقِفارْ
فغَرّدَتْ عَنادِلٌ، واسْتبْشَرتْ بيادِرٌ، وسبّحَتْ أطْيارْ
جِئْتُ إليكِ مُسْرِعآ ولمْ يُعِقْني عاصِفُ التّيّارْ
لمْ تُسْبِني في رحْلتي خَليلةٌ، ولمْ أقُمْ في مسْجِدِ الضِّرارْ
مِنْ مَسْجِدِ التّقْوَى أتَيْتُ حامِلآ مَشاعِلَ الأنْوارْ
وفي يَمِيني مُصْحَفٌ وفَوْقَ رأسي هالةٌ مِنْ غَارْ
جِئْتُ إليكِ مِثْلَما يُسارِعُ الزُّوّارُ لِلْمَزارْ
فلا تَرُدِّي عاشِقآ أنْتِ لَهُ الدِّثَارَ والشِّعارْ «1»
***
«1»
الدِّثارَ والشِّعار:
الدثار ما يلبسه الإنسان من ثياب.
والشعار ما يلبسه الإنسان مما يلي
جسده. والمعنى المجازي أن هذه
الحبيبة قريبة منه، بل ملتصقة.
لسان العرب مادتي: دثر، شعر.