السماء تحمل غيوماً سوداء ربما أخذتها من بحار سوداء، وكأنها توحي إلينا بأن هنالك بحارا بها مياه لونها أسود.!
المفاهيم تختلط، والعناوين تتضارب، وتتقارب وتتداخل أحياناً أخرى، الأحداث تتشابه، وتختلف فجأة، ولا يبقى هذا الاختلاف طويلاً وسرعان ما يعود إلى سابقه الذي لا يستمر أيضاً على حاله.. طبيعة الأحداث الراهنة لا يسبق لها مؤشر، بل تثور سريعاً، ربما النار في الهشيم أقل منها سرعة.. أحداث تحرق اليابس، وتشعل الرطب، ولا فرق بين مثقل بالثقافة وخاوٍ منها، أو رجل أو امرأة، أو طفل أو شيخ وكهل..
حقائق نراها في أماكن مختلفة، ومتعددة كالشمس في كبد السماء؛ الغابات والساحات المفتوحة، والطرق والشوارع، والأماكن المغلقة، والممرات الضيقة والزناديق.. جميعها تشكل مسرحاً، تُعرض عليه هذه المشاهد.. المشاهد الدامية والمشاهد المناهضة، والمشاهد المتناقضة.. مناظر ومشاهد يلتوي لها العظم، وينجني لها الظهر، وتتشكل كثورة؛ وثورات يُطلق عليها الربيع العربي أو مسميات تقترب أو تبتعد منه؛ ألوان باهتة، وأخرى داكنة، ربما تسرح بعيداً، وكلها تمثل مائدة دسمة، لمن أراد أن يبدع أدبياً، ويحمل قيمة أدبية ذات رؤى كبيرة، فتنوع البيئات واختلاف الشخوص جميعها تشكل أدواتٍ تعطي أعمالاً إبداعية راقية، وليس هنالك إلا من يقوم بحبكها سرداً؛ قصصياً أو روائياً، يتوسع فيها الكاتب والمبدع بأدواته وآليات تكنيكاته وتوظيفها، بإبراز قدراته الفنية والإبداعية، لينتهي بمنتج أبداعي رائع، يأخذ مكانته بين الكتب التي تستحق القراءة والاستمتاع ويتعمق فيه المهتم، والتصفيق والاهتمام والنقد والدراسة سبيل وغاية هذا الإبداع.
الاحساء
Albatran151@gmail.com