الشامُ مشكاةُ أمجادٍ، ومِيسمُها
نورٌ على وجنة الأيامِ مستطَرُ
يمرُّ عامٌ وما أصغتْ لمحنتِها
أذْنٌ تغوّلها الإفلاسُ والخدرُ
النّارُ ملْءَ العيونِ الذاوياتِ أسىً
والجمرُ تحتَ ضميرِ العارِ يستعرُ
لا القاتلون تناهَوْا عن مجازرِهم
ولا الضّحايا طوى آمالَها الغَجَرُ
في كلّ ناحيةٍ عزمٌ تسيرُ به
آمالُه، مثلَ موسى شاقَه الخَضِرُ
ومن تنشّق رَوْحَ المجدِ يحْيَ به
وروحُه عندَ بابِ الخُلدِ تنتظر
أميل بالصوت للطاغوت أشتُمُه
إن الشتائمَ للأنجاسِ تُغتَفَرُ
مستحمِرٌ بعلوجِ الشرقِ منتهِقٌ
وأخفِضُ الصوتَ كيلا تغضبَ الحُمُرُ
مهما تزيَّن لا حُسْنٌ ولا ألَقٌ
وأعينُ العُورِ لا يحلو بها الحَوَرُ
يا من كتبتُم سطورًا من ملاحمكم
قَرّوا، فآخرُ سطرٍ منكمُ الظّفَرُ
إن القبورَ ستمشي وهْي مُشرقةٌ
بالجُرح توقظُ من في جوفِها قُبروا
وسوف توقِدُ من أرواحهم شُعَلاً
يسري على ضوئها جيلٌ فينتصر
فيعتِلُ البغيَ مركوسًا بخيبتِه
ناموسُ كونٍ به لا يكذبُ القدرُ
يُمضِي بمحكمةِ الإنصافِ حكمتَه
والشاهدانِ عليه الشمسُ والقمرُ
إن الغبارَ مَهينٌ وهْو مرتفعٌ
والصّخرُ يبقى مَهيبًا وهْو ينحدرُ