انتهت جلسات ملتقى النقد الذي نظمه نادي الرياض الأدبي دون جديد يذكر فما يزال التميز الذي حققه قبل عامين كما هو وما تزال نقاط الضعف – رغم قلتها – باقية متربعة على هموم الثقافة دون تغير وللحقيقة فنادي الرياض لم يقصر فقد بذل جهدا لا ينكره إلا جاحد للحقيقة فلهم جزيل الشكر.لكن المؤلم هنا شيء واحد هو أن القائمين على النادي هم خيرة القوم أو من خيرتهم فلم نرَ في عيوب الناس عيبا...
وأما الأوراق فدارت معظمها حول أستاذنا محمد الشنطي وتلك واقعة تحتاج نظرا وتقبل وجود علامات استفهام كثيرة وكأن أصحاب الأوراق بحثوا عن المتوافر القريب وكانت الأوراق ككل مرة فيها الغث وفيها السمين وفيها أوراق بذل فارسها جهدا عظيما في الاستقراء واستخلاص النتائج والبحث كما هي ورقة الدكتور عبد الحق بلعابد التي كانت نموذجا يحتذى، كما سمعنا بل صدمنا بأوراق لا تحمل أي قيمة فنية أو ثقافية وأي جهد بحثي حقيقي وهذه مصيبة ثابتة في كل ملتقى والدهشة تكمن عندما تسمع أستاذا جامعيا ينصب خبر إن مثلا وهذا من مفردات مقرر الصف الخامس الابتدائي.
كل هذا لا يعنيني الآن وما يهمني هو جهد المعقبين رعاهم الله وحفظهم فقد كانوا نموذجا فريدا للكمال وعقبوا كما يجب أن يتم التعقيب دون مجاملة ولا تحمل وبدأ الانطلاقة الدكتور محمد خير البقاعي الذي علق على الأوراق بما تستحق من مدح وقدح ولم يجامل أصحاب السعادة ولم يتملق أصحاب الريادة فكأنه علق الجرس لبداية مختلفة وانطلاقة محمودة وبعد هذه الجلسة جاءت جلسة علق فيها الأستاذ الدكتور عبد الله الرشيد وحمل الراية وسار قدما – كما هو عهدنا به – فوضح أهداف النقد المحمودة وأهدافه غير المحمودة التي تلقي بظلالها على أعمال المشاركين فالمجاملة التي ملأت أوراق القوم وهموم التقرب وربما التكسب – واللفظ لي - أفسدت كثيرا من البحوث ونتائجها
واختتم مسيرة التميز الأستاذ الدكتور محمد القاضي الذي كان واضحا جدا وكان له تشبيه استخدمه للتعبير عن جلسته مع أنه مناسب لكل الجلسات فنحن لدينا مفتاح وقفل وهناك من حافظ عليهما وهناك من كسر المفتاح وهناك من كسر القفل وهناك من كسر المفتاح والقفل معا ومن كسروا القفل والمفتاح عبء ثقيل نتمنى زواله .
للأمانة فنادي الرياض بذل الجهد مشكورا وحرص على التنوع وعموم الفائدة وقد حالف الحظ أو حالفه الحظ كثيرا لكن لابد من كبوة من خلالها يتميز القادرون ويتألق المبدعون ومن خلالها يحلق المجيد بعيدا ونتمنى ألا ينظر للأسفل.