كتب - إبراهيم التركي

عاش وسط الأضواء فلم يعشَ ولم ينشغل كما لم يشتعل بها، وربما كان الوزير الأكثر حظوةً في الحضور المتصل رغم مغادرته الكرسي الوزاري منذ أربعة عقود؛ فقد بقي شيخنا أبو عماد في أعماله التالية «وجلُّها دبلوماسي» مثلما ظل - بعد التقاعد الأخير - مُمَتّعًا بنجوميةٍ لم يبحث عنها، ولم يسعَ إليها؛ فرأيناه في الحدث وهو خارجه، وشهدناه في الفعل دون أن يعبأ بالقول، وهو - فوق ذلك - مضيافٌ في منتداه الخاص «جدا»؛ فلا يغيب عنه محبوه، وتحسبه سيد الجلسة كما يستحق و يشتهون غير أنه المنصتُ لما يقولون؛ فإذا تحدث كان الفصيح العميقَ الثريَّ، ويكتب لمامًا فتأسفُ ألا حول لنا كي نستزيد. سنسأله كي نسائله؛ فما تزال سيرتُه الذاتيةُ الممتلئة التي يعكف على كتابتها منذ سنين مرتهنةً بوعده الجازم حول قرب صدورها، وسنسجل أمامكم أنه قد قال مرارًا: إنها ستكتمل خلال العام القادم، ويمر واحدٌ واثنان وثلاثةٌ، والعام الموعود بلا شهود.

معالي الأستاذ جميل الحجيلان تاجٌ وطني ثقافي نادر يستحق الاحتفاء، ومذكراته المحجوبة بأقفاله حقيقةٌ بالانعتاق، ومفاتحها بيده وحده؛ فلعله يطلقها كيلا نعود لنشكوه علنًا حول هذه، وحول أخرى يعلمها ونعلمها، ولا نزيد. حفظك الله أيها الكبير.