هكذا عشتُ
بعد فراقِكِ
يا رغبتي في الحياةْ
غارقًا في فراغٍ تمدّدَ
بين زحام الضياعِ
الذي خانَ كلَّ الخرائطِ
رغمَ وضوح الدليل المقدّسِ
والأملِ المتكسّرِ في واقعِ
يمنحُ الأفْقَ شمسًا مزيَّفةً
ثمّ يصلبُ منطفئًا يتساقط منه الضياءُ
على حيلةٍ هشّةٍ
هانَ في مكرها ما يُهابْ
هكذا عاشني الموتُ
خارج مقبرتي
بعدَ أنْ نزفتني دماؤكِ
حتى أُحَنَّطَ باسمكِ
في سيرةٍ ترسم النقص في هيئتي
وفمي ظلّ يبعث رائحةً
من بقية ثدْيكِ
تخلُقُ عمرًا جديدْ
ليتني حين أثقلني الضعفُ
لم أتّخذْ قوّتي من رغيفٍ
عجينتهُ أنْ أظلَّ سجينًا
على موقدٍ يشعلُ النارَ من حسرتي
ثمّ يجمعُ من زفرةٍ في رمادي حياةً
فيبذرُها بفمٍ مجدبٍ
يحتسي نبرةً من جفافْ
هكذا تاهَ بي مركبي
غير أنّي أراكِ
على كلِّ ناحيةٍ ترفعين شراعي
وتستغفرين من الهجرِ
حتى أعودَ إليكِ لأنّك مؤمنةٌ
أنّ من باتَ ملتهبًا كالبراكينِ
ليس كمن يتحارقُ منطفئًا
مثلَ عود ثقابْ